منافسة حامية على لقب مونديال الساونا في هولندا
يتنافس عدد من المحترفين في الساونا من 16 دولة هذا الأسبوع في مسابقة سنوية يستضيفها منتجع صحي في هولندا حيث يتبارون في (فن) إصدار البخار في هذه الحمامات الحارة والرطبة المخصصة للاسترخاء. وفق فرانس برس
تخفت الأضواء ويعمّ الصمت عندما تطلّ المُشاركة في المسابقة كارولين كريستنسن بملابس السباحة، وسط مشهد غير مألوف، إذ تبلغ الحرارة في مكان العرض 80 درجة، فيما المتفرجون الجالسون على مدرج حمام الساونا الخشبي لا يرتدون من الملابس إلاّ القليل.
وعلى وقع الموسيقى الهادئة، بادرت خبيرة الساونا البالغة 21 عاما إلى صب الماء المعطّر على صندوق الحجارة الحامية، مما أحدثَ سحابة من البخار، نشرتها بلطف على الجمهور بواسطة منشفة.
وتدور منافسة حامية بين «المشاركين من الدول الست عشرة، ومن بينهم كريستنسن، على لقب فردي وآخر للفرق في بطولة العالم للساونا المعروفة باسمها الألماني Aufguss، اي ما معناه ضخ البخار».
وقال نائب رئيس المسابقة عضو لجنة التحكيم لاسه إريكسن «إن الـ(آوفغوس) فن. إنها طريقة «مسرحية لممارسة المكوث في حمام الساونا».
وأوضح لوكالة فرانس برس أن «على محترفي الساونا إحداث بخار جيد وإظهار الأسلوب الذي يعتمدونه والتقنية التي يتبعونها، والتواصل مع الجمهور».
وأضاف «هذه اللحظة السحرية هي تلك التي تجتمع فيها الحرارة والروائح والقصة لتوفير تجربة مذهلة للجمهور».
وأوضح أن «الحكم على خبراء الساونا المشاركين يستند إلى عناصر عدة، منها طريقة تحكُّمهم بالبخار وبدرجة الحرارة، وقدرتهم على التلويح بمنشفة أو اثنتين، وكيفية أسر الجمهور بواسطة قصتهم».
وذكّر بأن «مسابقة (شو آوفغوس) Show Aufguss انطلقت في إيطاليا عام 2009 وسرعان ما انتشرت في مختلف أنحاء العالم».
وينتمي معظم المشاركين راهنا إلى دول أوروبية، لكن هذا الشكل من الفن تلقى إقبالا كبيرا في اليابان أيضا.
15 دقيقة
ويُبرز قسم كبير من العروض مهارة خبراء الساونا الذين يقدمونها في «استخدام مناشفهم لنشر البخار على المتفرجين».
ولأسباب تتعلق بالنظافة، يجب أن «يكتفي افراد الجمهور بارتداء منشفة، وهو ما يساعد أيضًا خبراء الساونا»، بحسب إريكسن.
وطوال أيام المسابقة الستة، يقدم خبراء الساونا عروضا تبلغ مدة كل منها 15 دقيقة في (مسرح الساونا) الذي يمكن أن يستوعب ما يصل إلى 180 شخصا.
ويتناول بعض العروض حكايات عن الكون، بينما يحمل البعض الآخر رسائل معاصرة قوية، ومنها مثلا العرض المناهض للحرب الذي قدمته كريستنسن والتشيكي جيري زاكوفسكي.
قشعريرة
وقدمت المنقذة الدنماركية السابقة عرضا مستوحى من قصة السباحتين السوريتين اللاجئتين يسرى وسارة مارديني اللتين كادتا تغرقان في البحر أثناء مغادرتهما بلدهما الذي مزقته الحرب، قبل أن تشاركا في الألعاب الأولمبية.
وصفّق الجمهور بحرارة لكريستنسن عندما أنهت عرضها.
أما عضو لجنة التحكيم البلجيكي إيفان فيرمين المشارك منذ مدة طويلة في (آوفغوس) فقال «أنا أحب (هذه المسابقة!)».
وروى أن صحافيا سأله قبل بضعة أشهر إذا «كان لا يزال يستمتع بالعرض بعد كل هذه السنوات الطويلة»، فأجابه «لا يزال يُشعِرني بالقشعريرة».
أقرأ المزيد
بالأرقام.. تباطؤ الإنتاج الصناعي الصيني في اغسطس
بكلمات مؤثرة.. فجر السعيد ترثي جابر المبارك
ثامن وساطة إماراتية بين روسيا وأوكرانيا.. ما إجمالي أعداد الأسرى المحررين؟