وفاة «حارس باب الشمس».. من هو الروائي إلياس خوري؟
توفي إلياس خوري، القاص والروائي والناقد والكاتب المسرحي اللبناني، الأحد، عن عمر ناهز 76 عاما.
وإلياس خوري هو كاتب وروائي لبناني بارز وُلد في بيروت عام 1948، ويعتبر واحدا من أهم الكتاب اللبنانيين في مجال الأدب، حيث كتب عشر روايات تُرجمت إلى العديد من اللغات، بالإضافة إلى ثلاث مسرحيات وسيناريوهات، فضلا عن العديد من المقالات النقدية، شارك في تحرير عدة صحف لبنانية، وتولى رئاسة تحرير الملحق الثقافي لصحيفة النهار.
كما عمل أستاذا زائرا في جامعات مرموقة في الولايات المتحدة، العالم العربي، وأوروبا، بما في ذلك جامعة نيويورك في 2006.
من هو إلياس خوري؟
نشأ خوري في عائلة أرثوذكسية من الطبقة المتوسطة في منطقة الأشرفية ذات الغالبية المسيحية في بيروت.
منذ صغره، بدأ بالاطلاع على أعمال جرجي زيدان التي تعرف من خلالها على الخلفية الإسلامية والعربية، إلا أنه توقف لاحقًا عن قراءة زيدان معتبرا إياها ساذجة، تطورت ذائقته الأدبية وبدأ بقراءة الأدب العربي الكلاسيكي، النصوص الحديثة، والأدب الروسي لأمثال بوشكين وتشيخوف.
الكاتب اللبناني إلياس خوري
أكمل خوري دراسته الثانوية عام 1966 في بيروت، ثم انتقل إلى الأردن عام 1967 حيث زار مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.
انضم إلى حركة فتح، وشارك في المقاومة الفلسطينية، لكنه غادر الأردن بعد أحداث أيلول الأسود عام 1970.
حصل على شهادة البكالوريوس في التاريخ من الجامعة اللبنانية عام 1971، ثم نال الدكتوراه في التاريخ الاجتماعي من جامعة باريس عام 1972.
تزوج خوري وأنجب أطفالا، وأصبح كاتبا مشهورا بفضل أعماله الأدبية. انضم في عام 1972 إلى مجلة "مواقف"، ومن ثم تولى تحرير عدة مجلات وصحف بارزة، من بينها "شؤون فلسطينية" و"الكرمل" و"السفير".
كما عمل مديرا فنيا لمسرح بيروت ومديرا مشاركا لمهرجان سبتمبر للفنون المعاصرة.
أصدر خوري روايته الأولى "لقاء الدائرة" عام 1975، وكتب سيناريو فيلم "الجبل الصغير" عام 1977 الذي تناول الحرب الأهلية اللبنانية.
الكاتب اللبناني إلياس خوري
من بين أعماله البارزة أيضا "رحلة غاندي الصغير" التي تدور أحداثها حول مهاجر ريفي يعيش في بيروت أثناء الحرب الأهلية.
كتب خوري رواية "باب الشمس"، التي تُعد إحدى أشهر رواياته، حيث قدّم من خلالها سردا ملحميا لحياة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان منذ عام 1948، تحولت الرواية إلى فيلم سينمائي عام 2002 من إخراج يسري نصر الله، روايته "يالو"، التي نشرت عام 2002، تناولت قصص أحد أفراد المليشيات المتهمين بجرائم حرب.
أعمال خوري تتميز بتناولها القضايا السياسية والوجودية بأسلوب سردي معقد، ورغم استخدامه العربية الفصحى في أعماله فإنه بدأ يميل مؤخرا إلى استخدام العامية في السرد، وهو ما يعتبره خوري وسيلة لفتح اللغة الرسمية للغة المنطوقة وتجنب تهميش التجارب الاجتماعية.
ترجمت أعمال خوري إلى العديد من اللغات مثل الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإسبانية، والهولندية، مما جعله كاتبا عالميا، إلى جانب مسيرته الأدبية عمل خوري أستاذا في العديد من الجامعات المرموقة حول العالم، بما في ذلك جامعة نيويورك، جامعة برينستون، وجامعة شيكاغو.
اقرأ المزيد
«قرقاش» يضع حلا لإنهاء أزمة السودان