خليجيون| هل يشعل «البيجر» شرارة الحرب الإقليمية المؤجلة؟
يرى محللون سياسيون أن استهداف مقاومين من حزب الله بهجمات سيبرانية عبر أجهزة البيجر هو إشارة دالة نحو بدء التصعيد المؤجل بالمنطقة، محذين من أن الاختراق الأمني بين صفوف حزب الله يلوح بتطور أكثر خطورة.
اجتاح لبنان انفجار آلاف لأجهزة اتصال محمولة «بيجر»، ما أسفر عن استشهاد 37 شخصا وإصابة أكثر من ألفين بينهم سفير إيران في بيروت مجتبى أماني، وفق تصريحات رسمية.
وأقر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بأن «حزبه تعرض لضربة كبيرة وغير مسبوقة»، متهما الاحتلال بتفجير الآلاف من أجهزة الاتصال التي يستخدمها حزبه». في كلمة ألقاها عبر الشاشة المحلية.
وشدد على أنّ «العدو تجاوز بهذه العملية كل الضوابط والقوانين والخطوط الحمراء». و أضاف نصرالله إن ما فعلته اسرائيل «سيواجه بحساب عسير وقصاص عادل من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون».
في هذه الأثناء، كشفت وسائل إعلام رسمية قول قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي لأمين عام حزب الله إن إسرائيل ستواجه «ردا ساحقا من محور المقاومة».
و«البيجر» جهاز اتصال لاسلكي يستخدم لإرسال إشارات أو رسائل نصية قصيرة إلى مستلم محدد، بدأ انتشاره منذ سبعينيات القرن الماضي، وكان يُستخدم بشكل أساس في المجالين الطبي والعسكري.
وفي يوليو الماضي، تعززت المخاوف من تصعيد محتمل بين حزب الله والإحتلال بعد الاغتيالات الإسرائيلية للقيادي بالحزب فؤاد شكر، وإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. في ظل توعد حزب الله بالرد الانتقامي.
رد فعل المجتمع الدولي
ويعتبر الباحث اللبناني عبد الله نعمة أن «حادث البيجر لم يسبق أن التفجيرات الأخيرة غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي». ويرى في تصريح إلى «خليجيون» أن «تؤاطو المجتمع الدولي مع الإحتلال الإسرائيلي جعل ميزان الشرق الأوسط والمنطقة في اهتزازات دائمة».
ويرى أن «ما أقدمت عليه إسرائيل مؤشر خطير لما ستؤول إليه الأوضاع بالمنطقة» ويرجح أن «يلوح شئ أخطر في الآفق استنادا إلى مواقف الولايات المتحدة الأميركية». ويتوقع نعمة أن يكون رد حزب الله قوي خلال الأيام المقبلة ويقول «سيكون بحجم الإعتداء الغاشم وسيمثل تصعيدا جديدا بين لبنان وإسرائيل».
باحث لبناني: التصعيد قادم.. ولا يوجد أي بوادر دبلوماسية للحل
ونقل موقع «أكسيوس» الأميركي، عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، أن «حزب الله سيشن هجمات انتقامية كبيرة ضد إسرائيل، وقد يتم ردعها على المدى القصير من خلال احتمال وجود المزيد من الخروقات الأمنية التي لا يعلم (حزب الله) عنها والتي يمكن لإسرائيل استغلالها».
بوادر دبلوماسية
ويعتقد نعمة أنه «لا يوجد أي بوادر دبلوماسية للحل» ويتوقع «استمرار التصعيد حتى الانتهاء من الانتخابات الأميركية».
وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن أكد أن وقف إطلاق النار في غزة سيسهل التوصل إلى اتفاق بين لبنان وإسرائيل وعلى جميع الأطراف الامتناع عن التصعيد.وأكد خلال مؤتمر صحفي بالقاهرة مع نظيره المصري بدر عبد العاطي أن «الولايات المتحدة غير راغبة في حرب شاملة بالمنطقة».
وفي السياق ذاته، يرى محمد سعيد الرز، الباحث السياسي أن «استمرار الضربات الإسرائيلية في لبنان من خلال تفجير أجهزة تواصل بحامليها، قد يتطور إلى هجوم بري على الأراضي اللبنانية».
واشنطن تستشعر الخوف
ويلفت الرز في تصريح إلى «خليجيون» إلى «نَشر وسائل إعلام إسرائيلية تقارير تفيد عن مخطط الدخول البري إلى لبنان وأحداث خرق من مرتفعات الجولان باتجاه وسط البقاع الغربي، بالتزامن مع عملية إنزال مظليين شمال نهر الليطاني وتلحق بها قوات برية لاستحداث شريط حدودي عازل بعمق 15 كيلومتر».
ويرى أن «واشنطن تستشعر الخوف من تكبد إسرائيل خسائر جديدة مثل ما حدث في غزة على امتداد عام كامل في ظل اخفاق نتيناهو في تنفيذ أهداف حرب الإبادة» ويستند رأيه إلى «تصريح المستشار الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين مع نتنياهو حين سأله عن عن ضمانات نجاحه في الحرب ضد لبنان».
نتنياهو يدرك أن خطوته في لبنان ستكون مغامرة يتوقف عليها مصيره السياسي
ويلفت أيضا إلى «تصريح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الذي أعلن فيه عن بدء العمل العسكري لإعادة المستوطنين إلى منازلهم في شمال فلسطين المحتلة، وتأكيد وزير دفاعه غالانت أن الحرب ستبدأ لتصحيح الوضع جنوب لبنان».
ويعتقد أن «نتنياهو يدرك أن خطوته في لبنان ستكون مغامرة يتوقف عليها مصيره السياسي، خاصة وأن القدرات العسكرية والقتالية لحزب الله وحلفائه لم تتأثر بتفجيرات البيجر أو اللاسلكي» ويقول «أطراف محور المقاومة في اليمن والعراق على أعلى كستوى جهوزية، وسوف تتفاقم خسائر إسرائيل حال تحول المعارك إلى حرب اقليمية موسعة».
وجهاز البيجر مع مرور الوقت يتم استخدامه في مجالات متعددة، مثل الأعمال والاتصالات الشخصية، وتوسع مجال انتشاره خصوصا في التسعينات قبل ظهور أجهزة الهواتف الخلوية، وهناك نوعان من أجهزة البيجر، الأول يستقبل الاتصالات والإشعارات والرسائل فقط من جهات محددة، والثاني يستقبل ويرسل مكالمات ورسائل نصية.
وكانت مصادر مطلعة كشفت لوكالة «رويترز» في يوليو الماضي أن قوات حزب الله بدأت باستخدام الرموز في الرسائل وخطوط الهواتف الأرضية وأجهزة «البيجر» على نطاق واسع، لمحاولة التهرب من تكنولوجيا المراقبة المتطورة لإسرائيل.
أقرأ المزيد
مفتي سلطنة عمان يغرد عن «الحوثي»: زعزع استقرار الكيـان الصهيونـي