182 شهيدا في غارات إسرائيلية على لبنان
أسفرت الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه عن استشهاد 182 شخصا، وفق ما أعلنت السلطات اللبنانية، فيما تُعد هذه الضربات الأشد منذ بدء تبادل إطلاق النار على جانبَي الحدود قبل نحو عام.
وندّد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي الإثنين بما وصفه بـ(مخطط تدميري) لبلاده حيث وضعت المستشفيات في حالة تأهب في مواجهة تدفق المصابين فيما أغلقت المدارس في مناطق عدة، وفق فرانس برس.
ورغم دعوات المجتمع الدولي إلى ضبط النفس، تواصل التصعيد العسكري في الأيام الأخيرة بين قوات الإحتلال الإسرائيلي وحزب الله، ما أثار مخاوف من نشوب حرب أوسع نطاقا.
يتبادل حزب الله والاحتلال القصف عبر الحدود منذ الثامن من أكتوبر 2023، بعدما فتح الحزب (جبهة إسناد لحماس وقطاع غزة إثر اندلاع الحرب الغاشمة على غزة.
والاثنين، أعلنت قوات الإحتلال الإسرائيلي استهداف أكثر من 300 موقع تابع لحزب الله في لبنان.
وأعلنت وزارة الحصة اللبنانية ارتفاع «حصيلة غارات العدو الإسرائيلي المتمادية على البلدات والقرى الجنوبية إلى 182 شهيدا و727 جريحا، ومن بين الشهداء والجرحى أطفال ونساء ومسعفون». وأفادت حصيلة سابقة للوزارة بسقوط 100 قتيل وأكثر من 400 جريح.
كما نزحت مئات العائلات من محيط مناطق تعرضت لغارات اسرائيلية كثيفة في جنوب لبنان منذ ساعات الصباح.
ونقلت الوكالة عن المسؤول في وحدة إدارة الكوارث في منطقة صور بلال قشمر للوكالة إن «مئات النازحين وصلوا الى مركز إيواء في مدينة صور بينما ينتظر آخرون في الشوارع»، في وقت أفاد مصورو فرانس برس عن زحمة سير خانقة خصوصا في مدينة صيدا الساحلية التي اكتظت شوارعها بسيارات تقل نازحين
وتركزت الغارات في مختلف أنحاء جنوب لبنان بما في ذلك مناطق صور والنبطية وغيرها، ومحافظة البقاع الحدودية مع سوريا في شرق البلاد، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية ومراسلي فرانس برس الذين أكدوا أن «حدّة الغارات غير مسبوقة منذ بدء التصعيد بين الدولة العبرية وحزب الله قبل أكثر من 11 شهرا».
وأعلن جيش االحتلال الإسرائيلي الاثنين أنه «يوسع نطاق ضرباته على حزب الله في لبنان محذرا السكان القريبين من مخازن أسلحة حزب الله في سهل البقاع، للابتعاد عنها».
وقال المتحدث باسم الجيش الأميرال دانيال هاغاري في تلخيص صحافي «نواصل مراقبة استعدادات حزب الله في الميدان من أجل إحباط الهجمات ضد الأراضي الإسرائيلية بشكل استباقي، ونوسع نطاق ضرباتنا ضد حزب الله بشكل منهجي».
من جهته، أعلن حزب الله الاثنين قصف ثلاثة أهداف في شمال الاحتلال.
وقال الحزب في بيان إنه قصف الاثنين «المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد ومُجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ»، وذلك «ردا على اعتداءات العدو الإسرائيلي التي طالت مناطق الجنوب والبقاع».
ننام ونصحو على القصف
من بلدة زوطر في قضاء النبطية بجنوب لبنان، نقلت الوكالة عن وفاء اسماعيل (60 عاما) وهي ربة منزل ومزارعة، قولها «ننام على القصف ونفيق (نصحو) على القصف.. .هكذا باتت حياتنا». وأضافت «عندما تمر ساعات هدوء ليلا نستغرب ونخشى العاصفة التي ستلي هذا الهدوء».
وتابعت «منذ بدء الحرب في غزة ونحن نعيش على وقع الحرب ونحاول طمأنة الأطفال الصغار. نأمل بأن نتمكن من زرع محاصيلنا ومعنوياتنا مرتفعة لأن الشباب (حزب الله) يقومون بالواجب».
وتزامنا مع الغارات المكثّفة، تلقّى سكان في بيروت ومناطق أخرى اتصالات عبر الهواتف الثابتة والنقالة مصدرها الاحتلال، يُطلب فيها منهم إخلاء أماكن وجودهم، وفق الوكالة الوطنية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حذّر الأحد من خطر تحوّل لبنان إلى (غزة أخرى) مع إعلان إسرائيل أنها نقلت (ثقل) المعركة من الجنوب حيث قطاع غزة الى الشمال مع حزب الله.
وتعهد حزب الله مواصلة هجماته على الاحتلال (حتى يتوقف العدوان على غزة). والأحد، وصلت الصواريخ للمرة الأولى إلى محيط مدينة حيفا في شمال الإحتلال.
وكانت شوارع المدينة التي كانت تحلّق فوقها طائرات مقاتلة بصورة منتظمة، مهجورة الاثنين، وفق ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس.
أقرأ المزيد
السيسي يقود مسيرة التنمية.. شهادة على إرادة مصرية لا تنكسر