«خليجيون»| هل تخلت إيران عن حزب الله؟

«خليجيون»| هل تخلت إيران عن حزب الله؟
حسن نصر الله وخامنئي
القاهرة: أحمد كامل

مع تصاعد وتيرة الضربات العدوانية الإسرائيلية على الجنوب اللبناني واستشهاد المئات، يرى مراقبون أن إيران تخلت عن حزب الله لافتين إلى أنها تدير الأزمة بحسابات شديدة الحساسية والتردد تخوفا من الرد الفعل الأميركي ومواجهة حربا غربية قد تهوى بها إلى مصير العراق.

وأثرت الهجمات العدوانية الإسرائيلية على مدار الأيام الماضية، بما في ذلك استهداف قيادات كبيرة وتفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية، على توازن حزب الله، وفق تقديرات غريية.

وفي أحدث هجمات عدوانية إسرائيلية، استشهد 72 شخصا وأصيب حوالى 400 آخرين بجروح في أنحاء لبنان وفق السلطات، فيما طاولت الغارات أيضا بلدتين تقعان خارج معاقل حزب الله، إحداهما هي المعيصرة في كسروان شمال بيروت.

وفي حين أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه يستعدّ لشنّ هجوم بري محتمل على لبنان ناحيته، حذّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قبيل بدء اجتماع لمجلس الأمن من أنّ الشرق الأوسط «على شفير كارثة شاملة»، مؤكدا أنّ بلاده ستدعم لبنان «بكل الوسائل».

اتهامات لإيران بالتخاذل

واتهم متابعون للأحداث على منصات التواصل الاجتماعي إيران بالتخلي عن حزب الله، معتبرين أنها لم تقدم الدعم العسكري المناسب لحزب الله في مواجته مع الاحتلال الإسرائيلي.

ويعتبر آخرون أن التخلي الإيراني عن حزب الله مقدمة لأحداث قادمة.

يعتبر الخبير في الشؤون الإيرانية هاني سليمان أن «الأيام الأخيرة كشفت أن إيران خذلت حزب الله»، موضحا أن «حماس وحزب الله لا يشعران أن وقوف طهران وراء ظهرهما بشكل مناسب، خاصة بعد حادثة البيجر التي أثبتت وجود فجوة عسكرية وأمنية».

ويرجع سليمان في تصريح إلى«خليجيون» الهجمات الإسرائيلية على حزب الله وتصاعدها بوتيرة شديدة الخطورة إلى «إحجام إيران على الرد على اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية في طهران وجملة المجازر في غزة».

ويرى الخبير في الشؤون الإيرانية أن «طهران تدير الأزمة بحسابات شديدة الحساسية والتردد، قد لا تترجم أدبياتها وجملة خطاباتها التاريخية عن القضية الفلسطينية»، مشيرا إلى أن «سياستها العسكرية براغماتبة ومحددة بضوابط وخطوط حمراء براغماتية تحت ضغط وابتزاز أميركي دون التجرؤ على الإقدام بتوسيع الحرب»، مشيرا إلى أن هذا «ما تأكدت منه إسرائيل عبر الاختبار في العمليات المختلفة في لبنان».

وينبه سليمان إلى أن «حزب الله يدفع ضريبة عدم توازن القدرات العسكرية مع الاحتلال من خلال عدم رده على اغتيال عدد من قادته و عزوف طهران عن الرد، و تراجع أسهم الحزب داخل الشعب اللبناني»، مشيرا إلى أن «المعركة مستمرة وهناك أثمان أخرى قد يدفعها حزب الله تزامنا مع خطابات شعبوية يخرج بها حسن نصر الله».

وخلّفت أولى الغارات الإسرائيلية المكثفة في لبنان الإثنين الماضي 558 شهيدا وأكثر من 1800 جريح، بحسب السلطات اللبنانية، وهي أكبر حصيلة تُسجّل في يوم واحد منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 - 1990). وفي المجموع أوقعت الضربات الإسرائيلية 1247 قتيلا في لبنان منذ أكتوبر، غالبيتهم من المدنيين، وفق السلطات اللبنانية.

حزب الله لن يطلق صواريخ بالستية بدون إذن إيران

في السياق ذاته، يرى الخبير العسكري اللبناني يعرب صقر أن إيران تخلت عن أحد أهم أذرعتها العسكرية في الشرق الأوسط وهو حزب الله قائلا: «طهران تتخذ موقف المتفرج». ويقول صقر في في حديث له عبر قناة «الغد»:«إن إيران مشهورة بأنها تحني رأسها أمام العاصفة، منذ الهجمات الأميركية على الشرق الأوسط».

ويرهن الخبير العسكري اللبناني مصير الاشتباكات في لبنان بنتائجها على أرض الواقع، منوها إلى أن عمليات حزب الله تشهد فجوة عميقة بين التوازنين من حيث القوة، قائلا:«إذا افترضنا أن حزب الله يقتل 5 إسرائيليين في اليوم ففي المقابل إسرائيل تقتل 500 مدني». ويرى أن الحل الوحيد أمام حزب الله هو الالتزام بالقرار الدولي 1901 والذي يقضي بإفراغ منطقة الجنوب اللبناني من كل المظاهر المسلحة وتسليمها للجيش اللبناني فقط.

وبدأ التصعيد الأخير إثر موجة تفجير أجهزة اتصال نسبها حزب الله لإسرائيل في 17 و18 سبتمبر، وأسفرت عن استشهاد نحو اربعين شخصا وإصابة نحو ثلاثة آلاف آخرين بجروح، تلتها غارة عدوانية إسرائيلية في 20 سبتمبر على الضاحية الجنوبية لبيروت استشهد فيها 16 من قادة قوة الرضوان التابعة للحزب، والتي وحدة النخبة فيه، بينهم قائدها.

اقرأ المزيد

«أنفاق حزب الله».. كلمة السر في الصمود أمام العدوان الإسرائيلي

الأخضر يهيمن على البورصات الخليجية

الإمارات تحرز رقما قياسيا في البنية التحتية الرقمية

أهم الأخبار