قصف مدفعي للجيش السوداني وقلق أممي من التصعيد
تزامنا مع قلق الأمم المتحدة حيال «تصعيد» النزاع في البلاد، شن الجيش السوداني قصفا مدفعيا وجويا في العاصمة السودانية الخرطوم اليوم الخميس في أكبر عملية له لاستعادة الأراضي هناك منذ بداية الحرب المستمرة منذ 17 شهرا بينه وبين قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وجاء هجوم القوات المسلحة، التي فقدت السيطرة على معظم أنحاء العاصمة في بداية الصراع، قبل كلمة من المقرر أن يلقيها قائدها الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في وقت لاحق من يوم الخميس، حسب رويترز.
وقال شهود إن قصفا عنيفا واشتباكات اندلعت عندما حاولت قوات من الجيش عبور جسور فوق النيل تربط المدن الثلاث المتجاورة التي تشكل منطقة العاصمة الكبرى وهي الخرطوم وأم درمان وبحري.
واستعاد الجيش بعض الأراضي في أم درمان في وقت سابق من هذا العام، لكنه يعتمد في الغالب على المدفعية والغارات الجوية، ولم يتمكن من طرد قوات الدعم السريع الأكثر كفاءة على الأرض من أجزاء أخرى من العاصمة.
وواصلت قوات الدعم السريع أيضا إحراز تقدم في أجزاء أخرى من السودان في الأشهر القليلة الماضية في صراع تسبب في أزمة إنسانية واسعة النطاق ونزوح أكثر من 10 ملايين شخص ودفع مناطق من البلاد إلى الجوع الشديد أو المجاعة.
قلق أممي
وفي سياق آخر أعرب غوتيريش للبرهان خلال لقاء بينهما الأربعاء على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عن «قلق بالغ إزاء تصعيد النزاع في السودان»، منددا بـ«تداعياته المدمّرة على المدنيين السودانيين ومخاطر تمدّده إقليميا»، وفق ما أفاد المتحدث باسم الأمين العام في بيان.
كذلك بحث المسؤولان «الحاجة إلى وقف إطلاق نار آني ودائم» والسماح بوصول الإغاثة الإنسانية إلى المدنيين «بدون عوائق».
وحذّر المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الأربعاء من أن الأوضاع مروعة في السودان.
وقال «إذا لم يمت الناس بالرصاص، فإنهم يموتون من الجوع. وإذا تمكنوا من البقاء على قيد الحياة، يواجهون الأمراض أو الفيضانات أو التهديد بالعنف الجنسي وغيرها من الانتهاكات المروعة التي لو ارتكبت في أماكن أخرى لتصدرت عناوين الصحف اليومية، في حين لا يحصل هذا هنا».
والسودان من بين الملفات التي تتصدر جدول أعمال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، ويهيمن تدهور الأوضاع الإنسانية وأزمة اللاجئين على المناقشات المتعلقة بالسودان.
وانزلق هذا البلد إلى حرب مدمّرة العام الماضي بين الجيش بقيادة البرهان وميليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب «حميدتي».
وتسببت الحرب حتى الآن بسقوط عشرات آلاف القتلى ونزوح أكثر من عشرة ملايين شخص لجأ أكثر من مليونين منهم إلى دول أخرى، فيما يعاني حوالي 26 مليون سوداني يمثلون نصف السكان من انعدام حاد في الأمن الغذائي، بحسب الأمم المتحدة.
20 ألف قتيل
وقالت منظمة الصحة العالمية هذا الشهر إنّ عدد القتلى في السودان بلغ 20 ألف شخص على الأقل. لكن بعض التقديرات تشير إلى حصيلة أعلى من ذلك بكثير.
وحذّر تقرير لهيئة مدعومة من الأمم المتحدة من خطر تفشي المجاعة على نطاق واسع في السودان على نحو لم يشهده أي مكان في العالم منذ عقود.
وسمحت السلطات السودانية مؤخرا بإعادة فتح معبر أدري على الحدود مع تشاد للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى منطقة دارفور المهددة بالمجاعة، غير أن المساعدات لا تزال غير كافية.
من جهتها، دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا إلى وقف إطلاق نار فوري مبدية قلقها حيال التدخلات الأجنبية.
وأعلنت في بيان مشترك أن على "الأطراف الأجنبية" أن "تمتنع عن تقديم دعم عسكري للأطراف المتحاربة"، في وقت تتهم الإمارات العربية المتحدة بصورة خاصة بتزويد ميليشيا الدعم السريع بالأسلحة.
اقرأ المزيد
مخرجة «باربي» تشيد بالمجازفين في «الترفيه المرعب»