خليجيون| مبادرة اسطنبول «كلمة السر» في علاقات دول الخليج وتركيا
رصد محللون تغيرا ملموسا في العلاقات الخليجية- التركية، في السنوات الخمس الماضية، خاصة في المسارات الاستثمارية والاستراتيجية، واعتبروا أن مبادرة اسطنبول كلمة السر في تحقيق التكامل الاستراتيجي مع أنقرة.
ويحتفل حلف شمال الأطلسي (الناتو) ودول مجلس التعاون الخليحي بالذكرى الـ 20 لإطلاق مبادرة إسطنبول للتعاون (ICI) التي تهدف إلى تعزيز الشراكة الأمنية بين الجانبان، والذي ينعكس بالتبعية على دول منطقة الشرق الأوسط من خارج الحلف لمواجهة التهديدات والتحديات.
وتعتمد مبادرة إسطنبول على مبدأ الشمولية وتتعاون مع جميع البلدان المهتمة في منطقة الشرق الأوسط لمكافحة الإرهاب ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل.
شريك ذات ثقة
ويعتبر اللواء دكتور محمد الحربي، الباحث الاستراتيجي السعودي أن «تركيا لاعب أقليمي مؤثر في المنطقة» ويقول «تركيا أصبحت شريك ودولة ذات ثقة في ظل التغييرات العالمية».
ويرى في تصريح إلى «خليجيون» أن «المشاركة مع أنقرة في الاستثمار والصناعات خاصة الدفاعية فضًلا عن صناعات الحديد والصلب يمثل نقطة جوهرية لأن الاستثمار أساس الأمن والتنمية». ويلفت إلى «التغيرات التي حدثت في الخمس السنوات السابقة ما بين المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وتركيا»، ويؤكد «ذاك تأثير ملموس».
وتشارك كلٌّ من السعودية وعُمان -رغم عد انضمامهما- في فعاليات المبادرة، في مجالات مثل الدبلوماسية الدفاعية ومكافحة الإرهاب وإدارة الأزمات والطوارئ والاستجابة للكوارث ومواجهة انتشار أسلحة الدمار الشامل والحرب السيبرانية.
ويعتقد الحربي أن «المرحلة التالية تمثل انطلاقة جديدة في كافة المجالات» ويرجح «ربما تُمثل بداية نظام عالمي جديد متعدد الأٌقطاب مع دخول الصين وروسيا كمؤثرين».
التواصل مع حلف الناتو
ويشير إلى «أهمية تركيا كعضو فاعل في الناتو وتأثير ذلك على دول مجلس التعاون» ويرى «عملية التواصل مع حلف الناتو عبر تركيا رُبما تكون أكثر مرونة».
وتعتبر الكويت أول دولة خليجية تنضم للمبادرة في ديسمبر 2004، واتخذت خطوات لتعزيز مشاركتها أهمها افتتاح مقر المركز الإقليمي لحلف شمال الاطلسي (ناتو) و(مبادرة إسطنبول للتعاون) في الكويت في يناير عام 2017، .
ويضيف الباحث الاستراتيجي السعودي «مبادرة اسطنبول تسهم في اتفاقيات الدفاع المشترك، والاتفاقيات الأمنية، والصناعية، والاستثمارية وأيضًا الاستفادة من القوى العاملة والماهرة في تركيا». ويؤكد الحربي أن الأطراف الفاعلة في مبادرة اسطنبول ستنطلق من «مرحلة الشراكة إلى التكامل الاستراتيجي».
وفي نوفمبر2018، افتتحت الكويت أول بعثة دبلوماسية لها لدى (ناتو) في العاصمة البلجيكية بروكسل، في إطار التعاون الثنائي.
وفي السنوات العشرون الماضية، تبادل كبار المسؤولين الكويتيين ومسؤولي حلف شمال الأطلسي الزيارات الرسمية، وتعزيز التعاون المشترك في مجالات عدة أهمها الطاقة والأمن البحري والدفاع الإلكتروني وإدارة الكوارث ومكافحة الإرهاب إضافة إلى تنسيق المواقف المشتركة حيال القضايا الإقليمية والعالمية.
أقرأ المزيد
خليجيون تستكشف أبعاد المخاوف الأردنية من سيناريو «الوطن البديل»