وداعا «سيد المقاومة».. الرجل الذي صنع من حزب الله قوة إقليمية
قاد السيد حسن نصر الله الذي تم الإعلان اليوم السبت عن استشهاده جماعة حزب الله اللبنانية منذ عشرات السنين قاوم الاحتلال الإسرائيلي، وأشرف على تحول الجماعة إلى قوة عسكرية ذات نفوذ إقليمي وصار أحد أبرز الشخصيات العربية منذ أجيال.
وأكدت جماعة حزب الله اليوم السبت في بيان استشهاد نصر الله، لكن دون الإشارة إلى كيفية ذلك. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق من يوم السبت إنه اغتال نصر الله في غارة جوية على مقر القيادة المركزي للجماعة في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة.
ويوجه اغتيال نصر الله، أو من يعرف بأنه «سيد المقاومة»، ضربة قاصمة للجماعة. وسيتذكره مؤيدوه بأنه الرجل الذي وقف في وجه إسرائيل وتحدى الولايات المتحدة.
وتجلى نفوذه الإقليمي منذ تفجر صراع أوقدت شرارته الحرب على غزة قبل ما يقرب من عام، إذ دخل حزب الله على خط المعركة بإطلاق النار على إسرائيل من جنوب لبنان «إسنادا» لحليفته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، وحذت حذوه جماعات يمنية وعراقية ضمن «محور المقاومة».
آخر كلمات حسن نصرالله
وقال نصر الله في خطاب ألقاه في الأول من أغسطس خلال جنازة القائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر الذي قُتل في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية التي يسيطر عليها حزب الله في بيروت «إننا أمام معركة كبرى».
غير أنه عندما أصيب الآلاف وقتل العشرات من أعضاء حزب الله نتيجة انفجار أجهزة اتصالات في هجوم إسرائيلي على ما يبدو في وقت سابق من هذا الشهر، بدأت دفة المعركة تتحول ضد الحزب.
وفي رده على الهجمات التي استهدفت أجهزة الاتصالات، تعهد نصر الله في كلمة ألقاها في التاسع عشر من سبتمبر بمعاقبة الاحتلال الإسرائيلي. وقال «هذا حساب سيأتي، طبيعته وحجمه وكيف وأين؟ هذا بالتأكيد ما سنحتفظ به لأنفسنا وفي أضيق دائرة حتى في أنفسنا».
ولم يوجه أي كلمات منذ ذلك الحين.
في غضون ذلك، صعد الاحتلال الإسرائيلي حدة هجماته بشكل كبير، إذ اغتال عددا من كبار قادة حزب الله في ضربات موجهة، ومضت في قصف مكثف لمناطق تسيطر عليها الجماعة في لبنان، مما أسفر عن استشهاد المئات.
وحتى خصومه يقرون بأنه خطيب مفوه يتمتع بكاريزما ويتابع خطبه الأصدقاء والأعداء على حد سواء.
كان نصر الله يعتمر عمامة سوداء، ويستخدم خطاباته لحشد قواعد حزب الله، وأيضا لإطلاق تهديدات محسوبة بعناية، وكثيرا ما كان يلوح بإصبعه وهو يطلق هذه التهديدات.
صار نصر الله أمينا عاما لحزب الله في 1992 بينما كان في الخامسة والثلاثين فقط، وأصبح الرمز المعروف للجماعة التي كانت يوما كيانا غامضا أسسه الحرس الثوري الإيراني في 1982 لمحاربة قوات الاحتلال الإسرائيلي.
واغتالت إسرائيل سلفه السيد عباس الموسوي في هجوم بطائرة هليكوبتر. وكان نصر الله زعيما للجماعة عندما نجح مقاتلوها في نهاية المطاف في إخراج قوات الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000، وهو ما أنهى احتلالا استمر 18 عاما.
اقرأ المزيد
الاحتلال يغتال نائب قائد الحرس الثوري الإيراني في لبنان
«ليلة في العراء».. عائلات لبنانية تروي فصلا من مأساة الضاحية المنكوبة