فشل أكثر من 10 مرات.. لماذا يصر الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ الاجتياح البرى للبنان؟
تواصل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي شن غاراتها الجوية العنيفة على عدة بلدات في جنوب لبنان خاصة القطاعات الثلاثة الأوسط والشرقي والغربي، بهدف تدمير منشآت حزب الله العسكرية في القرى الحدودية، وإبعاد الحزب عن الحدود ووقف تهديده للبلدات الإسرائيلية.
ورغم أن الغارات الجوية تحقق بعض أهدافها المهمة وفي مقدمتها اغتيال قيادات حزب الله وعلى رأسهم حسن نصر الله الأمين العام للحزب وعدد من المقربين له، إلا أن الحكومة الإسرائيلية المصغّرة تصر على تنفيذ عملية برية "محدودة" في لبنان.
وكانت الحكومة الإسرائيلية المصغرة قد وافقت قبل أيام على تنفيذ توغل بري محدود في جنوب لبنان لكن مع بدء العمليات البرية أقر جيش الاحتلال بمقتل 9 من جنوده بينهم ثلاثةُ ضباط وجَرحِ أكثرَ من 30 آخرين وهو ما طرح العديد من التساؤلات بشأن إصرار إسرائيل على تنفيذ الاجتياح البري وما هي تكلِفة هذه العمليات؟ وهل في حال فشلها ستعود إسرائيل لأسلوب عمليات الاستهداف الدقيقة عبر الضربات الجوية دون التدخل بريا؟
أكثر من 10 محاولات فاشلة
قال أحمد سنجاب، مراسل قناة «القاهرة الإخبارية»، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أصدر بيانا جديد يطالب من خلال بإخلاء عدد من المدن بالقطاع، وبعض البلدات في قضاء بنت جبيل، بالإضافة إلى بلدات أخرى في قضاء مرجعيون، وهو ما يرجح قيامه بمحاولات للتوغل البري
وأكد أن جيش الاحتلال فشل في التوغل برا إلى الأراضي اللبنانية بعد قيام المقاومة الإسلامية تحديدا عناصر حزب الله في لبنان باستهداف هذه القوات التي حاولت التقدم بشكل مستمر، مشيرا إلى أن الاحتلال حاول بالتقدم أكثر من 10 مرات حتى الآن وتتركز جميعا في 4 بلدات هي العديسة وكفر كلا وبلدتي يارون ومارون الرأس.
أهم أهداف العملية البرية
أكد خبراء في الشأن الإسرائيلي أن هدف جيش الاحتلال الإسرائيلي المعلن من العملية البرية هو إعادة سكان إسرائيل إلى الشمال، لكن إسرائيل وضعت هدفا ضمنيا آخرا غير معلن عنه ولكنه الهدف الحقيقي وهو تفكيك قدرات حزب الله العسكرية والقضاء عليه، وأشاروا إلى أن العملية البرية لن تكون "محدودة" كما أعلن عنها خاصة بعد مقتل عدد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، متوقعين أن يوسع الجيش الإسرائيلي العملية بشكل كبير لحماية الدخول البري.
ونوه الخبراء إلى أن المؤشرات الإسرائيلية المتفائلة تشير إلى أن جيش الاحتلال لم يقض سوى على 40 إلى 50 بالمئة من قدرات حزب الله حتى الآن، مشددين على صعوبة مهمة إسرائيل بالقضاء على الحزب تماما، لأن تدمير قدرات حزب الله، وتجريد حزب الله من السلاح، هي فكرة لا يمكن أن تتحقق بالنسبة لإسرائيل، لأنها تحتاج ما هو أكبر من إسرائيل.
وأوضح الخبراء أن إسرائيل تدرك تمام أن القضاء على حزب الله لا يمكن أن يتم بالضربات الجوية فقط واستهداف جميع مواقع الحزب، وأن تحقيق ذلك لن يتم إلا بالتوغل البري، مشيرين إلى أن هجمات البيجر على قادة حزب الله أظهرت مدى اختراق الحزب من قبل الاستخبارات الإسرائيلية ومدى وجود عملاء في الحزب، لكنه أكد أيضا على أن العملية البرية لإسرائيل لن تكون سهلة.