مواقف خالدة في ذاكرة التاريخ.. كيف ساهمت دول الخليج العربي في انتصارات أكتوبر 1973 المجيدة؟
في ذكرى مرور 51 عامًا على حرب أكتوبر المجيدة، التي خاضتها مصر لاستعادة شبه جزيرة سيناء، يحتفظ التاريخ بأدوار مشرفة لدول الخليج العربي في دعم هذا الانتصار. ففي 6 أكتوبر 1973، شنت القوات المصرية والسورية هجمات منسقة على القوات الإسرائيلية في سيناء والجولان، محققة مكاسب استراتيجية خلال الأيام الأولى من الحرب. كان للدول الخليجية، بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت، مواقف داعمة لا تُنسى ساهمت في تعزيز الموقف العربي.
دعم عسكري
قدمت السعودية قوات عسكرية اشتبكت في الجبهة السورية، حيث شاركت بآلاف الجنود والمعدات، بما في ذلك لواء الملك عبد العزيز الميكانيكي الذي ساهم في معركة "تل مرعي". كذلك، أرسلت الكويت كتيبة مشاة وطائرات دعم إلى الجبهة المصرية، إلى جانب قوة "الجهراء" التي انضمت إلى القوات السورية للدفاع عن دمشق.
دعم اقتصادي
كان لدول الخليج العربي تأثير اقتصادي كبير. ففي اجتماع عُقد في الكويت يوم 17 أكتوبر، قررت دول الخليج حظر تصدير النفط للدول الداعمة لإسرائيل، ورفعت أسعار الخام بنسبة 17%. هذا الحظر شلّ الاقتصاد العالمي وتسبب في ارتفاع أسعار الوقود في العواصم الغربية، وأجبر الدول الكبرى على إعادة التفكير في مصادر الطاقة البديلة.
مواقف داعمة أخرى إلى جانب الدعم العسكري، أمر الشيخ زايد آل نهيان بتقديم كافة الإمكانيات لدعم مصر، بما في ذلك الإمدادات الطبية وسيارات الإسعاف. كما تبرعت السعودية والإمارات بمئات الملايين من الدولارات لدعم العمليات العسكرية المصرية. وحرص الملك فيصل على استخدام النفط كسلاح سياسي، مهددًا بخفض إنتاجه إذا لم تلتزم الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي المحتلة.
نتائج الحرب ودور الخليج في استمرارية المفاوضات استمرت الدول الخليجية في الضغط الاقتصادي حتى بعد انتهاء القتال. وبعد قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، واصلت إسرائيل محاولاتها الهجومية، لكن المقاومة المصرية والشعبية في السويس أجبرتها على قبول وقف القتال. لاحقًا، بدأت الدول الخليجية بإعادة تصدير النفط تدريجياً، وذلك بعد تحقيق الهدف المتمثل في إجبار القوى الكبرى على التدخل لإنهاء القتال والاعتراف بالانتصارات المصرية.
تظل مساهمات الخليج العربي في حرب أكتوبر رمزاً للتضامن العربي والتكاتف بين الشعوب لتحقيق أهدافهم المشتركة.