في ذكرى ميلادها.. أبرز محطات في حياة دلوعة السينما «الفنانة شادية»
تألقت في الغناء والتمثيل واستمرت نجمة الشباك الأولى لمدة ربع قرن، "دلوعة السينما"، " معبودة الجماهير"، "قيثارة العرب"، " صوت مصر".. ألقاب كثيرة حملتها الفنانة شادية التي يوافق اليوم عيد ميلادها، ولدت بالقاهرة في حي عابدين عام 1934.
واعتبرت شادية من أهم الفنانات التي ظهرت في تاريخ السينما المصرية والعربية، كانت نجمة الشباك الأولي لمدة تزيد على ربع قرن لتختتم مشوارها الفني الثري بأمسية دينية حيث غنت فيها لسيد الخلق محمد الله صلي الله عليه وسلم وذلك بمناسبة المولد النبوي الشريف.
أهم المواقف في حياتها الفنية
اسمها الحقيقي فاطمة شاكر ولقبت بشادية وهي طفلة صغيرة عندما كانت تغني اغاني ليلي مراد ولكنها وجدت امامها صورة شقيقتها عفاف شاكر حين أرادت ان تسلك طريق الفن وموقف والدها الرافض لهذا الطريق.
لجأت إلي حيلة لتكشف بها عن موهبتها حيث غنت امام صديق والدها منير نور الدين بعدما اتفقت مع جدتها لتنادي عليها كي تبدأ الغناء حيث أعجب بصوتها وتبناها وعلمها أصول المغني والطرب الشرقي واعطاها دروسا في كيفية نطق الالفاظ ووصل بها الي بداية الطريق لتمثل أول فيلم لها وهو (ازهار واشواك).
وانتهت من هذا الفيلم بدأ اسمها يشتهر في الوسط الفني حيث حرص المخرج احمد بدرخان علي توقيع عقد احتكار مع والدها لمدة 5 اعوام وصرف راتب شهري لها قدره 25 جنيها.
بعد فشل الفيلم جماهيريا ولكن رفلة اعاد لها اعتبارها حيث أشركها في فيلم "العقل في اجازة" والذي لاقي نجاحا كبيرا، لم يفِ بدرخان بوعده حيث قام المخرج حلمي رفلة بتبنيها وقام بتغيير اسمها لتصبح بعد ذلك الفنانة شادية وقام بتعديل العقد مع والدها ليصبح اجرها الجديد عن الفيلم الواحد 150 جنيها حتي كان اول افلامها من انتاجه "أزهار وأشواك" مع الفنان يحيي شاهين وقد اشتركت بمشهد وحيد في الفيلم ما جعلها تقرر ترك السينما نهائيا.
بدأ اسمها يسطع وبدأ المنتجون يتعرفون علي مواهبها حتي غدت شادية من أوائل النجمات اللاتي تربعن علي عرش النجومية في فترة قصيرة وأصبحت نجمة الشباك الاولي علي مدي ربع قرن حيث حققت نجاحات وايرادات عالية لجميع المنتجين وعلي رأسهم الفنان والمنتج انور وجدي وايضا الفنان كمال الشناوي والتي كونت معه أشهر ثنائي فني عرفته السينما المصرية.
وجاءت لها فرصة العمر عندما اختارها المخرج محمود ذو الفقار لتجسد شخصية ثرية فنيا في فيلم "المرأة المجهولة" وهو من الأدوار التي أثبتت فيها قدرتها الفائقة علي التمثيل دون اللجوء الي الغناء حيث كان عمرها لا يتعدى آنذاك 25 عاما.
وكانت المرحلة الاكثر نضجا وازدهارا هي تلك التي جمعتها مع الفنان صلاح ذو الفقار حيث قدما معا ثنائيا فنيا ناجحا فقد اشتركا معا فيما يقرب من 6 افلام اعتبرت من أهم كلاسيكيات الفن المصري والعربي اشهرها:" مراتي مدير عام" و" أغلي من حياتي" و" كرامة زوجتي" و"عفريت مراتي".
وقفت ولأول مرة على خشبة المسرح لتقدم مسرحية "ريا وسكينة" مع عمالقة المسرح سهير البابلي وعبد المنعم مدبولي والتي أخرجها حسين كمال وكتبها بهجت قمر واستمر عرضها 3 سنوات في مصر والدول العربية حيث وقفت كتفا بكتف مع العمالقة والذين اعترفوا بأنهم لم يروا جمهورا مثل جمهور "ريا وسكينة" لانه كان جمهور شادية الذي حضر من أجل عيون دلوعة السينما المصرية.
ذكرى رحيل دلوعة السينما الفنانة شادية
قدمت شادية العرض المسرحي "ريا وسكينة" عام 1983 وهى المسرحية الكوميدية التى أصبحت علامة بارزة فى تاريخ المسرح المصرى والعربى، أمام العملاق عبد المنعم مدبولى، سهير البابلى وأحمد بدير، فى عام 1984 تقرر دلوعة السينما المصرية اعتزال الفن بعد الانتهاء من تصوير فيلم "لا تسألنى من أنا" أمام النجمة مديحة يسرى، لتسدل الستار على مسيرة فنية مليئة بالكفاح والنجاح.
وكانت قد أعنلت الراحلة شادية عن قصص ارتباطها بالنادي الأهلي وسبب عشق والدها لنادي الزمالك، وقالت “شادية” فى حوار في كتاب الجمهورية، "أنا أهلاوية متعصبة، ولدت في النادي الأهلي بعدما أحست أمى بألم الولادة وهي جالسة فى المبنى الاجتماعي للنادى الأهلى".
وأضافت، "كانت تجلس مع صديقاتها من أبناء الطبقة الراقية، وفجأة جاءها المخاض، وبعضهن اقترح أن تدخل إحدى غرف النادي لتلد، وأخرى قالت: نأخذها بسيارتي للمستشفى المجاور، لكنني ولدت في النادي الأهلي، ونقلوني إلى المستشفى المجاور". وعن سر حب والدها لنادي الزمالك، "أبى كان زملكاويًا، وكان يشجع الزمالك حبًا فى الملك فاروق".
صداقتها بـ نجيب محفوظ
استطاعت دخول القلوب بلا استئذان، ما أن تطل على الشاشة، تترسم السعادة على الوجوه، ظهوره وحده قادر على أن تسر الراحة فى النفوس، فنانة من طراز بديع، نحجت فى الجمع بين أكثر من ميزة "الجمال الساحر وخفة الروح ورزانة العقل"، أنها دلوعة السينما النجمة الكبيرة الراحلة شادية.
تمر اليوم ذكرى حزينة على السينما المصرية والعربية، وهى الذكرى الرابعة لرحيل دلوعة الشاشة شادية، إذ غابت عن عالمنا فى 28 نوفمبر عام 2017، عن عمر يناهز 86 عاما، وهى واحدة أهم الفنانات في تاريخ السينما المصرية، ولقبها النقاد والجمهور بدلوعة السينما، اُختيرت ستة من أفلامها في قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية.
ظهرت النجمة شادية، التى رحلت عن عالمنا منذ قليل، مع روايات نجيب محفوظ مختلفة ليس كما رأيناها من قبل، ويمكن القول بأنها فهمت روح الشخصية، وللفنانة الكبيرة شادية، رصيد هائل من الأفلام التى ترتبط بذاكرة جمهور السينما، وكلاسيكات الدراما المصرية، منها أعمال كانت من أهم الكتابات الروائية، قبل أن تتحول إلى أفلام سينمائية جسدت من خلالها شادية أروع بطولاتها فى السينما، وظلت أسماء الشخصيات التى قدمتها يرددها الجمهور إلى يومنا هذا، وهو ما جعلها ترتبط بصداقة كبيرة مع الأديب العالمى الحاصل على نوبل عام 1988.
وفي عام 1962 توطدت علاقة شادية بنجيب محفوظ أشهر الروائيين الذين يكتبون للسينما وقتها، وكانت قبلها بأربعة أعوام قدمت له فيلم "الهاربة" الذي كتبه بالاشتراك مع حسن رمزي والسيد زيادة، على إنها في بداية الستينات تعاقد المنتج جمال الليثي مع نجيب محفوظ تحويل رواية "اللص والكلاب" إلى فيلم سينمائي وقد تخوف محفوظ ولم يوافق الا عندما أسند الإخراج وإعداد الرواية للسينما إلى كمال الشيخ أحد أصدقائه المقربين، وكانت رؤية نجيب محفوظ أن أفضل من تلعب البطولة النسائية شادية وكمال الشناوي وعقد معهما لقاءات عديدة تحولت إلى صداقة وطيدة انتجت الفيلم الرائع واحد كلاسيكيات السينما العربية "اللص والكلاب" وهذه الصداقة بين الراوائي الكبير نجيب محفوظ وشادية أفرزت فيما بعد ثلاثة أفلام لأجمل روايات محفوظ وهي "زقاق المدق" 1963 إخراج حسن الإمام، و"الطريق" 1964 إخراج حسام الدين مصطفى، و"ميرامار" 1969 اخراج كمال الشيخ.
وهذه الصداقة كانت عائلية وثقافية الى حد بعيد فنجيب كان يهدي كل رواياته لشادية بتوقيعه والتى احتفظت بها في مكتبتها الى جوار مقالة كتبها عنها جاء فيها: "شادية من اكثر الممثلات فهما وتجسيدا للشخصيات التي مثلتها في رواياتي التي انتجت للسينما.. وفي رأيي لم تكن هناك ممثلة غيرها تصلح لاداء شخصية نور في فيلم "اللص والكلاب" وهي فتاة الليل التي تتعاطف مع الشقي الهارب سعيد مهران وهو واحد من أهم وأفضل أفلام السينما المصرية في تاريخها".
شادية دلوعة السينما المصرية
في تاريخ الفن المصري علامات وبصمات لن تنسى وستظل حاضرة في أذهان الجمهور مهما طال الزمن، وتأتي الفنانة الراحلة شادية كواحدة من أهم الأسماء التي تركت بصمات هامة في تاريخ السينما المصري بشكل خاص وفي تاريخ الفن المصري والعربي بشكل عام، حيث استطاعت شادية أن تضع نفسها في مكانة جعلتها من أهم نجمات السينما والغناء في مصر خلال القرن العشرين.
وفي أوائل العقد الثالث من القرن العشرين ولدت فاطمة أحمد شاكر في الثامن من فبراير لعام 1931 لأب يعمل مهندس زراعي ومشرف عام على الأملاك الزراعية الخاص بالقصر الملكي آنذاك، جاءت نشأتها في حي عابدين وبالتحديد في منطقة الحلمية الجديدة.
واختلفت الآراء في سبب اسمه الفني “شادية “البعض يشير إلى الفنان عبد الوراث عسر كونه أول من سماها بـ شادية وذلك عندما سمعها وهي تغني فقال “إنها شادية الكلمات” بينما البعض الآخر ينسب الاسم إلى المخرج حلمي رفلة على أنه من اختار لها الاسم الفني، بينما يرى فريق آخر أن الفضل يرجع إلى الفنان يوسف وهبي وذلك خلال تصويره فيلم شادية الوادي.
شادية الوجه الجديد
كما فتح تعاونها مع فوزي باب المنتجين لها لينتج لها كبار المنتجين وعلى رأسهم أنور وجدي الذي أنتج لها في عام 1949 فيلم الليلة الكبيرة، وتبدأ في تشكيل ثنائيات مع كمال الشناوي وعماد حمدي خلال فترة الخمسينيات، وتعد هذه الثنائيات من أنجح الثنائيات في تاريخ السينما المصرية ولتحتل من خلالها الشباك وتصبح نجمة الشباك الأولى كما قدمت شاشاديةدية ثنائي غنائي مع عبد الحليم حافظ لعل أشهرها ثنائي معبودة الجماهير.
مسيرة شادية الفنية
ولعل دورها في فيلم “شيء من الخوف” من أهم أدورها في السينما المصرية، شكل عام 1959 علامة فارقة في مسيرة شادية الفنية التي أبرزت موهبتها الفنية فدورها في فيلم المرأة المجهولة كان من أهم مراحل النضج الفني لشادية، لتبدأ بعدها في تسجيل علامات هامة تاريخ السينما المصرية من خلال أدورها في أفلام مقتبسة من روايات نجيب محفوظ التي، لتشكل علامة فارقة في تاريخها الفني وتاريخ السينما المصرية عمومًا كدورها في زقاق المدق واللص والكلاب، .
في سبعينات القرن الماضي بدأت شادية تتجه لتقديم الأغاني وبالتحديد الوطنية منها كأغنية يا حبيبتي يا مصر ومصر اليوم في عيد لتبدأ في الابتعاد تدريجيا عن السينما وتختم مشوارها السينمائي عام 1984 بفيلم “لا تسألني من أنا“مع يسرا.
بعد اعتزال الفنانة شادية قررت ارتداء الحجاب وذلك وفق نصيحة الشيخ الشعراوي لها لتعتزل في عام 1984 الفن بكل أشكاله، وفي نوفمبر عام 2017 رحلت الفنانة شادية عن عالمنا عن عمر يناهز السادسة والثمانين تاركة ورائها أرثاً فنياً عظيماً.