حرب التصريحات تدق ناقوس الخطر.. العالم يحبس أنفاسه مع اقتراب الضربة الإسرائيلية ورد الفعل الإيراني
يعيش العالم حالة من الترقب والقلق الشديدين في انتظار الرد الإسرائيلي المتوقع على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي شنته طهران بعشرات الصواريخ يوم الثلاثاء الماضي، وكيف سيكون رد الفعل الإيراني عليه خاصة في حال طال الرد الإسرائيلي منشآت حساسة لاسميا المنشآت النووية والنفطية.
ويحبس العالم أنفاسه خوفا من انزلاق منطقة الشرق الأوسط إلى أتون حرب شاملة تكون فيها إسرائيل وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة ومدعومان بالغرب طرفا وإيران وحلفائها في المنطقة طرفا آخر وربما تدعمهم روسيا.
حرب التصريحات
ارتفعت نبرة حرب التصريحات المتبادلة بين مسئولي تل أبيب وطهران خلال الساعات الماضية لتزيد مخاوف العالم مما تحمله الأيام المقبلة وكيف سيكون حال المنطقة والعالم في حال اتسعت الحرب خاصة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان وعدم وجود أفق للحلول السلمية ووقف إطلاق النار.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس السبت، أن إسرائيل سترد على الهجوم الإيراني، مشيرًا إلى أن "لإسرائيل الحق والواجب في الدفاع عن نفسها والرد على الهجمات". وأكد تصميم إسرائيل على حماية نفسها من أي تهديد قد يواجهها.
أما وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، فخرج اليوم الأحد، بتهديد جدي، حيث قال من قاعدة نبطيم الجوية التي أصيبت بالهجوم، إن "الإيرانيين لم يمسوا حتى قدرات القوة الجوية، ولم يتضرر سرب واحد، ولم تتضرر طائرة واحدة، ولا يوجد مدرج واحد لا يسمح بالإقلاع، ولا يوجد ضرر على استمراريتنا".
وأضاف أن "من يعتقد أن محاولته مهاجمة إسرائيل ستمنعنا من الرد، عليه أن ينظر إلى ما يحدث في غزة وبيروت"، وتابع: "الأمور واضحة للغاية، وعلى سلاح الجو مسؤولية كبيرة جداً في هذا الأمر".
تهديد إيراني
مع توعد المسؤولين الإسرائيليين بتلقين إيران درسا لن تنساه، أطلق الحرس الثوري الإيراني تهديداً مضاداً، حيث أكد اللواء البحري في الحرس الثوري علي رضا تنغسيري، اليوم الأحد، أن لدى بلاده سيناريوهات متعددة للرد على إسرائيل.
وقال في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إيرانية: "إذا أراد الأعداء اللعب بالنار في المنطقة فسوف نقف أمامهم بحزم"، مشيرا إلى أن بلاده أجرت تدريبات متنوعة للتعامل مع الرد الإسرائيلي المحتمل.
واعتبر "تنغسيري" أن إسرائيل تحاول إقناع الآخرين بأن طهران تشكل خطراً عليهم وعلى مصالحهم، لكنه شدد على أن بلاده لن تهاجم أي دولة إذا لم تمس مصالحها الوطنية.
في السياق ذاته أكد مصدر بالحرس الثوري أن خطة طهران للرد على أي هجوم محتمل جاهزة، وأضاف: "لدينا أهداف داخل إسرائيل يمكن استهدافها حال أي هجوم"، وفق ما نقلت عنه وكالة "تسنيم" اليوم الأحد.
بنك الأهداف الإسرائيلية
يشار إلى أن اشتعال حرب التصريحات بين طهران وتل أبيب جاءت بعدما ألمحت مصادر إسرائيلية إلى احتمال أن يشمل بنك الأهداف في الداخل الإيراني أنظمة اقتصادية، مثل منشآت النفط والغاز، فضلا عن المجمع الرئاسي ومجمع المرشد علي خامنئي، بالإضافة إلى مقر الحرس الثوري في طهران، ونوهت إلى أن بعض الأهداف قد تكون أيضا ضرب مواقع لفصائل مدعومة إيرانيا في الخارج كالعراق وسوريا، بالإضافة إلى لبنان بطبيعة الحال. إلى ذلك رجح بعض المراقبين احتمال أن يشمل الرد الإسرائيلي اغتيالات لقادة عسكريين إيرانيين.
تتوقع مصادر عديدة أن يعتمد الرد الإسرائيلي على قدرات متقدمة تشمل الطائرات المسيرة وصواريخ بعيدة المدى، مثل صواريخ "أريحا" الباليستية، التي تتيح لإسرائيل استهداف مواقع حساسة من مسافات بعيدة دون الحاجة إلى الطيران داخل المجال الجوي الإيراني.
الجدير بالذكر أن إيران وصفت الأربعاء الماضي هجومها الصاروخي بأنه "حملة دفاعية" استهدفت فقط المنشآت العسكرية الإسرائيلية دون المدنية، مضيفة أن ثلاث قواعد عسكرية إسرائيلية استهدفت. كما أشارت حينها إلى أن هجومها جاء ردا على اغتيال زعيم حزب الله، حسن نصرالله يوم 27 سبتمبر مع مستشار في الحرس الثوري، فضلا عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، اسماعيل هنية يوم 31 يوليو الماضي في طهران.