عام على حرب غزة.. إسرائيل تفشل في تحقيق أهدافها والصراع الإقليمي يتسع.. فهل من أفق للسلام؟
مع مرور عام على هجمات حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في 7 أكتوبر 2023 وإعلان دولة الاحتلال الإسرائيلي الحرب على قطاع غزة، فشلت كل المحاولات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بل وسعت إسرائيل دائرة الصراع لتشمل لبنان وسوريا والعراق واليمن مما زاد من احتمالات اندلاع صراع إقليمي شامل في منطقة الشرق الأوسط خاصة في ظل التهديدات المتبادلة بين الكيان الإسرائيلي وإيران.
"خليجيون نيوز" تستعرض في هذه السطور الجانب المهم من تداعيات عام من الحرب الإسرائيلية على غزة وكيف اتسعت الحرب لتشمل دولا عربية أخرى؟ وهل تلوح في الأفق نذر حرب إقليمية واسعة؟ وماذا عن فرص الحل والسلام في ظل التعنت الإسرائيل المدعوم أمريكيا رغم الفشل في تحقيق أهداف الحرب حتى الآن؟
دمار واسع
خلفت الحرب الإسرائيلية على غزة دمارًا واسع النطاق، حيث تأثرت البنية التحتية بشدة في ظل الغارات الإسرائيلية المتتالية على المنازل والمباني وازدادت حركة النزوح المتكررة. فمنذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، قتل نحو 42 ألف فلسطيني وأصيب نحو 100 ألف آخرين، فيما يواجه سكان القطاع أوضاعًا إنسانية كارثية بسبب نقص الغذاء وانتشار الأمراض وتشريد نحو 1.9 مليون شخص. ورغم هذه المعاناة، لم تحقق إسرائيل هدفها المعلن بتدمير حماس بشكل كامل.
فشل تدمير حماس
ردًا على هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، أطلقت إسرائيل عملية "السيوف الحديدية" التي استهدفت مواقع حماس و"الجهاد الإسلامي" في غزة. ولكن على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها إسرائيل، بما في ذلك قصف مكثف للقطاع، لم تتمكن من القضاء على الحركة. ورغم استهداف قيادات حماس، لا تزال الحركة نشطة وتواصل تنفيذ هجماتها.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصر على أن الهدف الرئيسي هو "تدمير حماس" لتحقيق الأمن والسلام، فيما أكد الرئيس الأميركي جو بايدن دعمه لهذا الهدف. ومع ذلك، يشير محللون إلى أن إسرائيل لم تقترب من تحقيق أهدافها الحربية، وسط تصريحات تشير إلى أن الحرب قد تستمر لسنوات.
الحرب مع حزب الله
فيما تستمر العمليات ضد حماس، توسعت إسرائيل في ضرباتها لتشمل "حزب الله" في لبنان. وشكل اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله في سبتمبر 2024، تصعيدًا خطيرًا، حيث اعتبرت إسرائيل العملية خطوة لتغيير ميزان القوى في المنطقة. ومع اشتداد الصراع، لم تتردد إسرائيل في ضرب أهداف إيرانية، في مؤشر على توسع الحرب إلى مواجهة إقليمية شاملة.
خطر صراع إقليمي
التوسع العسكري الإسرائيلي قد يؤدي إلى حرب شاملة تشمل إيران، خصوصًا مع استهداف إسرائيل مواقع نووية إيرانية. الولايات المتحدة، رغم تحذيراتها لإسرائيل من تصعيد الصراع، تجد نفسها في موقف صعب في محاولة منع تفاقم الأوضاع.
في تصعيد غير مسبوق، شنت إيران هجومًا باليستيًا ضد إسرائيل، رداً على ضرب الأخيرة مواقع إيرانية في سوريا ولبنان. استخدمت طهران في هجومها صواريخ باليستية متقدمة، مما زاد من التوترات بين الطرفين. وفي حين اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية معظم الهجمات، يبقى الوضع مهيأً لتصعيد أكبر. واشنطن وحلفاؤها يحاولون تهدئة الأوضاع، إلا أن تأثيرهم قد يكون محدودًا في ظل اتساع نطاق الصراع.
حرب بلا نهاية؟
مع استمرار العمليات العسكرية والتوترات الإقليمية المتصاعدة، يزداد خطر نشوب صراع طويل الأمد في الشرق الأوسط. وبينما تحاول القوى الكبرى تقليص احتمالات التصعيد، يبدو أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من عدم الاستقرار والصراعات المتشابكة التي ستكون معها التوصل إلى حلول سلمية صعبة للغاية.