«الكابينيت» يجتمع اليوم.. هل بدأ العد التنازلي بشأن الرد الإسرائيلي على إيران؟
في ظل تصاعد التهديدات والتصريحات الإسرائيلية المتعلقة بالرد على الهجوم الصاروخي الإيراني، كشف نقلت شبكة «CNN» الأمريكية، عن مسئول إسرائيلي قوله إن المجلس الوزاري الأمني المصغر «الكابينيت» في إسرائيل سيعقد اجتماعًا، مساء اليوم الخميس، للتصويت بشأن رد «تل أبيب» على الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني.
وكانت إيران قد شنت هجوما صاروخيا غير مسبوق على إسرائيل بـ200 صاروخ باليستي في الأول من أكتوبر الجاري ومنذ تلك اللحظة تتصاعد وتيرة التهديدات الإسرائيلية بشأن الرد المرتقب وموعده وكيفيته وما الأهداف التي ستقوم تل أبيب بضربها في إيران.
وهو ما جعل العالم يترقب بمزيد من القلق والترقب الرد الإسرائيلي خوفا من انزلاق منطقة الشرق الأوسط إلى أتون حرب شاملة تدخل فيها العديد من الأطراف وتهدد أمن واستقرار العالم أجمع لاسيما مع استمرار العداون الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة وفي الضفة الغربية وعلى لبنان وعدم وجود أفق لوقف إطلاق النار.
هجوم مميت
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، قد صرح أمس الأربعاء، إن الهجوم الإيراني الأخير "كان عدوانياً، لكنه غير دقيق"، معتبراً أن "الرد الإسرائيلي القادم سيكون قاتلاً ودقيقاً ومفاجئاً للغاية، لدرجة أنهم لن يدركوا ما حدث وكيف حدث".
وجاءت تصريحات جالانت خلال زيارة "الوحدة 9900" التابعة للاستخبارات العسكرية، وهي مختصة بجمع المعلومات الاستخباراتية البصرية. وتابع قائلاً: "كما فعلنا حتى الآن في كل الجبهات، من يهاجمنا سيتعرض للضرر وسيدفع الثمن، هجومنا سيكون قاتلاً، دقيقاً، ومفاجئاً، ولن يفهموا ما حدث حتى يروا النتائج".
كما توعد نتنياهو بأن تدفع إيران ثمن هجومها الصاروخي، وقال إن إيران هاجمت إسرائيل بمئات الصواريخ، وفشل هذا الهجوم، وتم إحباطه بفضل نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، وهو الأكثر تقدما في العالم، وأهنئ الجيش على إنجازه الرائع".
وتابع:" إيران ارتكبت خطأ كبيرا، وستدفع الثمن، ولا يفهم النظام في إيران تصميمنا على الدفاع عن أنفسنا وعلى الرد على أعدائنا، وسنلتزم بالقاعدة التي أسسناها: من يهاجمنا سنهاجمه".
إحباط أميركي
إلى ذلك كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن هناك حالة من الإحباط في الإدارة الأمريكية من إحجام إسرائيل عن مشاركة خطط الهجوم على إيران خاصة أنها تأمل في تجنب تكرار الهجمات المفاجئة مثل اغتيال حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني.
وقال مسئولون أمريكيون إن إسرائيل رفضت حتى الآن الكشف لإدارة جو بايدن عن تفاصيل خططها للهجوم على طهران، حتى مع حث البيت الأبيض، إسرائيل، أقرب حلفائها في الشرق الأوسط، على عدم ضرب منشآت النفط الإيرانية أو المواقع النووية وسط مخاوف من اتساع نطاق الحرب الإقليمية، وأشاروا إلى أن قادةواشنطن لا يعرفون حتى الآن توقيت الضربة أو ما قد تستهدفه إسرائيل.
الرد الإيراني
بدورها تتوعد إيران برد تدميري في حال شنت إسرائيل هجوما ضدها، إذ قال عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني، اليوم الخميس، إن بلاده جاهزة لأي سيناريو، ولن تتخلى عن المقاومة، معقبًا:"مع أننا لانريد الحرب ولا التصعيد بإمكان الإسرائيليين اختبار إرادتنا".
وأضاف "عراقجي"، الذي يقوم بجولة خليجية، في تصريحات لقناة "الجزيرة" عن الهجوم الإسرائيلي المحتمل: "سنرى كيف سيكون الهجوم وبناء عليه سنحدد طبيعة ردنا التي سندرسها بكل دقة".
وكان العديد من المسئولين العسكريين في إيران قد أكدوا أن أي رد انتقامي من إسرائيل على الهجوم الصاروخي سيقابل "بدمار هائل"، وهو ما يثير مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقاً في المنطقة المنتجة للنفط، والتي قد تنجر إليها الولايات المتحدة ودول أخرى.