الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وتقارب شعبية المرشحين.. هل تُغيًر الأحداث النتائج؟
تشهد الساحة الدولية العديد من التوترات والأحداث المتسارعة التي تتزامن مع الاستعدادات للانتخابات الرئاسية الأمريكية المرتقبة، وأبرز هذه الأحداث تلك المتعلقة بالشرق الأوسط، حيث تصاعد الخلاف بين إسرائيل وإيران وأثره على الاقتصاد العالمي.
فوسط ترقب عالمي لاحتمالية ضربة إسرائيلية لإيران ردًا على الضربة الإيرانية التي وقعت الأسبوع الماضي، والتي استهدفت بها مدينة تل أبيب بأكثر من 400 صاروخ، كشف استطلاع رأي جديد عن تقارب شعبية المرشحين دونالد ترامب وكامالا هاريس. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل يمكن أن تؤثر تلك الأحداث على نتائج الانتخابات؟
موقف المرشحين من أحداث الشرق الأوسط
في ظل التوترات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، يُعتبر موقف المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترامب مؤشرًا هامًا على توجهات السياسة الخارجية المستقبلية للولايات المتحدة.
تأتي هذه المواقف وسط الانقسامات داخل الحزب الديمقراطي حول الدعم الأمريكي لإسرائيل، والضغوط الجمهورية على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إيران. ويعكس هذا أهمية توضيح مواقف المرشحين من القضايا الحساسة التي تؤثر على العلاقات الدولية، وفقًا لتقرير شبكة «سي بي إس» الأمريكية.
أكدت هاريس مرارًا على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنها أشارت أيضًا إلى ضرورة الاعتراف بمعاناة الفلسطينيين، مشددة على ضرورة رسم مسار لحل الدولتين. بذلك، تسعى هاريس إلى إيجاد توازن بين ضمان أمن إسرائيل وبين تحقيق حقوق الفلسطينيين، معتبرة أن إعادة بناء غزة وضمان كرامة الفلسطينيين جزء لا يتجزأ من خطتها.
في المقابل، انتقد ترامب إدارة بايدن بشأن الصراع في غزة، مدعيًا أن هذه الحرب لم تكن لتحدث لو كان رئيسًا. رغم دعمه القوي لإسرائيل، وجَّه ترامب انتقادات لطريقة تعامل الحكومة الإسرائيلية مع الصراع، قائلاً: «يجب على إسرائيل القيام بعمل أفضل في العلاقات العامة». كما دعا إسرائيل إلى "إنهاء الأمر". وعند سؤاله عمّا إذا كان سيدعم دولة فلسطينية مستقلة خلال المناظرة الرئاسية في يونيو، اكتفى بالرد: «سنرى».
دعم لهاريس في الولايات المتأرجحة
اعتبر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، في تصريحات الخميس، أن دعم الرجال من أصل إفريقي للمرشح الجمهوري دونالد ترامب بدلاً من المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، أمر "غير مقبول"، وفق ما أوردته شبكة CNN.
وقال أوباما خلال تجمع في جامعة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا: "هل تعتقد أن عدم التصويت، أو دعم شخص لديه تاريخ في تشويه سمعتك، هو علامة على القوة؟ هل هذا هو ما يجب أن يكون عليه الرجل؟ التقليل من شأن النساء؟"، مشددًا على أن هذا "غير مقبول".
وأضاف أوباما أنه عند المقارنة بين هاريس وترامب، فإن الخيار بالنسبة له واضح، موضحًا أن هاريس "تفهم ظروف الأمريكيين من أصل إفريقي، وتكافح من أجلهم لأنها مرت بتجارب مشابهة". وتساءل عن سبب امتناع بعضهم عن التصويت لها.
وأكد أوباما أن "نائبة الرئيس تريد تطوير الإسكان، وجعل الرعاية الصحية أكثر سهولة، وتحسين الأحياء". في المقابل، قال إن ترامب "أظهر باستمرار عدم اهتمامه ليس فقط بالمجتمعات الإفريقية، ولكن أيضًا بالأفراد أنفسهم".
وعبّر أوباما عن خشيته من أن يكون غياب دعم الرجال من أصل إفريقي لحملة هاريس مرتبطًا بـ"التمييز على أساس الجنس". وأشار إلى أن الرجال من أصل إفريقي "لا ينبغي أن يدعموها فقط لأنها سوداء، بل لأنها من جانبهم وتكافح من أجلهم".
تقارب شعبية المرشحين
أظهرت استطلاعات الرأي تقاربًا كبيرًا بين المرشحين، حيث تتمتع هاريس بتقدم طفيف في ولايات مثل أريزونا وميشيغان وويسكونسن وجورجيا، بينما يتمتع ترامب بميزة مماثلة في نيفادا ونورث كارولينا وبنسلفانيا. لكن لا يتقدم أي من المرشحين بأكثر من نقطتين مئويتين، باستثناء تقدم خمس نقاط لترامب في ولاية نيفادا، والتي، مثل غيرها، تقع ضمن هامش الخطأ في الاستطلاع.
في هذا السياق، أشار خبير استطلاعات الرأي الجمهوري ديفيد لي، في تصريحات لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إلى أن "الأسابيع الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة".
وأظهرت نتائج استطلاع رأي أجرته «رويترز/إبسوس» تقدم هاريس على منافسها ترامب بفارق ثلاث نقاط مئوية، بنسبة 46% مقابل 43%. لكن هذا الفارق تضاءل مقارنةً باستطلاع سابق أجرته نفس الجهة في سبتمبر، حيث كانت هاريس تتقدم بفارق 6 نقاط.
هل تؤثر الأحداث الدولية على النتائج؟
مع دخول السباق الانتخابي نحو البيت الأبيض شهره الأخير، يعتقد المحللون المتابعون للانتخابات الرئاسية الأمريكية أن نتائجها قد تتأثر بشكل كبير بالتطورات الداخلية والخارجية الأخيرة، بما في ذلك تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.