التطورات الأخيرة في قضية الصحراء المغربية في خطاب العاهل المغربي أمام البرلمان
ألقى الملك محمد السادس خطابا أمام غرفتي البرلمان المغربي وذلك بمناسبة افتتاح أشغال الدورة الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشر.
التطورات الأخيرة لقضية الصحراء المغربية
ركز الخطاب الملكي على التطورات الأخيرة لقضية الصحراء المغربية، باعتبارها القضية الأولى لجميع المغاربة، لا فتا إلى أنه منذ اعتلائه العرش حرص على الانتقال بهذه القضية الوطنية من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير داخليا وخارجيا وفي كل أبعادها، داعيا إلى الإنتقال من مقاربة رد الفعل إلى أخذ زمام المبادرة والتحلي بالحزم والأسبقية.
وأضاف جلالة الملك بأن المغرب استطاع بذلك أن يفرض دينامية جديدة للتغيير على المستوى الدولي، وذلك بفضل الجهود التي بذلها في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في أقاليمه الجنوبية، مما جعل منطقة الصحراء المغربية محورا للتواصل والتبادل بين المغرب وعمقه الإفريقي، وكذا تموقع هذا الجزء من التراب المغربي في قلب المبادرات الاستراتيجية القارية التي أطلقها جلالته، مثل أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا، ومبادرة مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية، والمبادرة الملكية لتعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.
وأشار العاهل المغربي إلى أن المغرب اتخذ نهجا قائما على رؤية واضحة قادت تحركاته في السنوات الأخيرة، تنبني على الحزم والتأني وتروم الإستفادة المثلى من جميع الوسائل المتاحة رغم السياق الدولي الصعب والمعقد، وترتكز على أحقية المغرب وحقوقه المشروعة في صحرائه.
دعم دولي واسع للسيادة المغربية على الصحراء
أكد العاهل المغربي أن المقاربة المغربية أبدت نجاعتها، حيث أصبحت اليوم أكثر من 112 دولة حول العالم تدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، منها ثلثي الدول الإفريقية، وافتتحت 28 دولة إضافة إلى منظمة دول شرق الكاريبي قنصليات عامة بمدينتي العيون والداخلة، معربة عن دعمها للسيادة المغربية، معربا عن اعتزازه بمواقف الدول العربية والإفريقية الشقيقة، التي تساند، بكل وضوح والتزام، الوحدة الترابية للمملكة، لاسيما تلك التي فتحت قنصليات لها في العيون والداخلة. كما أشار العاهل المغربي إلى بروز دينامية دعم واسع لمبادرة الحكم الذاتي على مستوى أوربا في السنوات الأخيرة، همت غالبية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي.
تثمين الموقف الفرنسي الداعم للمغرب
في هذا الصدد، نوه العاهل المغربي بالدعم الصريح لفرنسا لمغربية الصحراء والسيادة المغربية عليها واعتبارها أن مبادرة الحكم الذاتي هي الأساس الوحيد لحل هذا النزاع الإقليمي المصطنع، معربا عن خالص شكره لفرنسا وللرئيس إيمانويل ماكرون، بالنظر لكون فرنسا دولة عظمى وتتمتع بصفة عضو دائم في مجلس الأمن ومعترف بها كفاعل مؤثر في الساحة الدولية، ولأنها أيضا على دراية عميقة بطبيعة هذا النزاع وبالأسباب الكامنة وراءه. وهذا الموقف الفرنسي سبقه موقف إسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية التي اعترفت بسيادة المغرب على صحرائه، فضلا عن وجود اتفاقية بين المغرب وروسيا تخص الصيد البحري تشمل الصحراء المغربية والتي تم تمديدها منذ فترة وجيزة، وهذه الدينامية الدولية تشمل جميع المناطق بكافة القارات.
الدعوة لحشد الدبلوماسية البرلمانية والأحزاب السياسية لصالح القضية الوطنية
دعا العاهل المغربي إلى مواصلة هذه الدينامية الإيجابية وإلى التواصل مع ما تبقى من الدول القليلة التي ما زالت تسير عكس منطق القانون وتتنكر لحقائق التاريخ، مصدرا توجيهاته للبرلمانيين والأحزاب السياسية بتفعيل آلية الدبلوماسية البرلمانية لتحقيق المزيد من المكتسبات وعدم الاكتفاء بالدبوماسية الرسمية.