مع المغرب قلبًا وقالبًا.. دعم لا يتزعزع لوحدة الأرض والسيادة
طالعت الخطاب التاريخي الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس، أمام البرلمان المغربي، في الحادي عشر من أكتوبر الجاري، حيث جسدت كلمته التحول الكبير الذي شهدته قضية الصحراء المغربية على الصعيدين الداخلي والدولي. وفي رأيي هذا الخطاب لم يكن مجرد حديث حول تطورات القضية، بل كان تعبيرًا قويًا عن الرؤية الاستراتيجية التي يقودها جلالته، والجهود المتواصلة لتعزيز الوحدة الترابية للمملكة.
صدقًا، إن قضية الصحراء ليست مجرد مسألة جغرافية أو سياسية بالنسبة للمغاربة، بل هي قضية كرامة وحقوق تاريخية لا يمكن التنازل عنها، فمنذ اعتلائه العرش، لم يدخر الملك محمد السادس جهدًا في تحويل هذه القضية من مجرد نزاع إقليمي إلى مشروع تنموي شامل، حيث أصبحت الصحراء المغربية بوابة استراتيجية نحو إفريقيا، ومحورًا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
ومن خلال هذا الخطاب، أعاد جلالته التأكيد على الأحقية المشروعة للمغرب في صحرائه، ليس من منطلق الدفاع عن الأرض فحسب، بل من منطلق بناء مستقبل مشرق لأبنائها. والمبادرات الملكية التي ذكرها في خطابه الشامل، مثل أنبوب الغاز المغرب - نيجيريا ومبادرة الدول الإفريقية الأطلسية، ليست فقط مشاريع اقتصادية، بل أدوات دبلوماسية تثبت أن المغرب قادر على قيادة التنمية والتواصل بين القارات.
ودون شك، فإن الدعم الدولي المتزايد للقضية المغربية أصبح اليوم حقيقة لا يمكن إنكارها، حيث تشير الأرقام إلى أن أكثر من 112 دولة حول العالم تدعم الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. هذا الدعم جاء نتيجة تحركات دبلوماسية حكيمة بقيادة جلالة الملك، واستنادًا إلى حقائق تاريخية لا تقبل الجدل.
ومن خلال مطالعتي بشغف واهتمام لكل كلمة، فلعل أبرز ما جاء في خطاب جلالته هو الإشادة بمواقف دولية مهمة مثل فرنسا، التي وقفت بقوة إلى جانب المغرب في هذا النزاع الإقليمي المصطنع، بالإضافة إلى الدعم الأمريكي والإسباني والروسي، وهو ما يعزز موقف المغرب على الساحة الدولية.
والحقيقة التي لا يمكن أن ينكرها أحد أننا كمواطنين عرب نعلن صراحة عن تضامننا المطلق مع المغرب في هذه القضية العادلة. الوحدة الترابية للمغرب ليست مجرد شعار، بل هي رمز للكرامة والسيادة التي يجب على الجميع احترامها.
وكمواطن كويتي يؤمن بعروبته، أجد نفسي ملزمًا بالتعبير عن دعمي الكامل للمملكة المغربية الشقيقة وجلالة الملك محمد السادس، ليس فقط لأنها قضية وطنية للمغرب، بل لأنها جزء من وحدة العرب وسيادتهم.
بل إن موقف وطني الكويت الثابت عبر التاريخ في دعم القضايا العربية العادلة يؤكد أن التزامنا تجاه وحدة واستقرار دولنا العربية هو ركيزة أساسية لعروبتنا.
وختامًا، أود أن أعرب عن أصدق التمنيات للمملكة المغربية، ملكًا وأرضًا وشعبًا، بالخير والتوفيق والسلام. إن المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، أظهر بالفعل التزامًا راسخًا بقضايا الأمة العربية، وساهم بشكل فعال في تعزيز التضامن العربي.
نسأل الله تعالى أن يحفظ المغرب من كل مكروه، وأن يديم عليه نعمة الأمن والاستقرار، وأن يوفق شعبه في مسيرته نحو المزيد من التقدم والازدهار.