إسرائيل تحدد أهداف هجومها على إيران.. فلماذا يتأخر؟ وهل تنجح الدبلوماسية في تجنب تصعيد واسع النطاق؟
تتصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط جراء التصعيد بين إسرائيل وإيران في ظل استعدادات عسكرية إسرائيلية بشن هجوم على طهران ردا على هجومها الأخير بنحو 200 صاروخ مطلع شهر أكتوبر الجاري، ولكن هذه الاستعدادات العسكرية تأتي بالتزامن مع محاولات دبلوماسية تقوم بها طهران في الشرق الأوسط بهدف تقليص نطاق الهجوم الإسرائيلي المتوقع.
وأفادت مصادر أميركية مطلعة أن إسرائيل وضعت أهدافًا محددة لهجومها المحتمل على إيران، تركزت على البنية التحتية العسكرية وقطاع الطاقة، مع استبعاد استهداف المنشآت النووية أو تنفيذ عمليات اغتيال.
يأتي ذلك في وقت تشعر فيه طهران بالقلق من قدرة واشنطن على إقناع حليفتها إسرائيل بعدم استهداف المنشآت النفطية، حيث تنخرط في جهود دبلوماسية في الشرق الأوسط لمحاولة تقليص نطاق الهجوم المنتظر.
وكانت إيران قد أطلقت أكثر من 180 صاروخًا باليستيًا على إسرائيل ردًا على اغتيال الأمين العام لجماعة "حزب الله" حسن نصر الله، ما دفع وزراء متشددين في حكومة بنيامين نتنياهو إلى الدعوة لاستهداف البرنامج النووي الإيراني، الذي يعتبرونه "تهديدًا استراتيجيًا خطيرًا".
موعد الهجوم
على الرغم من ذلك، تشير التقارير إلى أن إسرائيل لم تتخذ قرارًا نهائيًا بشأن كيفية أو موعد الهجوم، لكن المسؤولين الأميركيين أكدوا أنها مستعدة للتنفيذ حال صدور الأوامر. ولم تقدم إسرائيل جدولًا زمنيًا محددًا للرد، ومن غير الواضح ما إذا كان قد تم الاتفاق على جدول زمني حتى الآن.
في إطار الاتصالات بين الدولتين، تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت مع نظيره الأميركي لويد أوستن حول الخطط الإسرائيلية للهجوم على إيران، لكن لم يتم الكشف عن الأهداف المحددة التي تم مناقشتها في الاجتماع، وليس من الواضح ما إذا كان جالانت قد قدم أي تفاصيل ملموسة. ولفتت التقارير إلى إن إسرائيل شاركت المزيد من المعلومات مع الولايات المتحدة بشأن الهجوم، لكنهم حجبوا العديد من التفاصيل بسبب مخاوف أمنية تتعلق بالعمليات.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي قد أصدر تحذيراً قوياً لإيران بشأن رد بلاده، قائلاً: "ستكون ضربتنا قوية ودقيقة وفوق كل شيء مفاجئة. لن يفهموا ما حدث وكيف حدث".
مخاوف أميركية
الولايات المتحدة من جانبها، تستعد للدفاع عن أصولها في المنطقة من أي هجوم مضاد فوري من إيران، لكن من غير المرجح أن تقدم دعماً عسكرياً مباشراً للعملية الإسرائيلية، إذ واصل المسؤولون الأميركيون حث الحكومة الإسرائيلية على جعل هجومها متناسباً، والالتزام بالأهداف العسكرية وتجنب منشآت النفط والغاز والمنشآت النووية.
وقال مسؤولون أميركيون إن الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي، لم يناقشا تفاصيل الرد في مكالمتهما التي جرت الأربعاء، وهي الأولى بينهما منذ ما يقرب من شهرين، لكن بايدن أخبره أن رد إسرائيل يجب أن يكون "متناسباً"، فيما حث بشدة على التركيز على الوضع الإنساني في غزة ولبنان وإنهاء القتال.
جهود دبلوماسية إيرانية
في المقابل قامت إيران بجهود دبلوماسية عاجلة مع دول في الشرق الأوسط، لقياس ما إذا كانت قادرة على تقليص نطاق هجوم إسرائيل المنتظر، ولكن طهران قلقه بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على إقناع إسرائيل بعدم ضرب المواقع النووية والمنشآت النفطية الإيرانية.
وتشعر الولايات المتحدة والدول الأوروبية والعربية بالقلق من أن هجوماً إسرائيلياً كبيراً على إيران قد يؤدي إلى إشعال حرب إقليمية من شأنها أن تجبر واشنطن على التدخل بشكل مباشر، ورفع أسعار الطاقة وإلحاق الضرر بالاقتصاد العالمي.
كما أعرب حلفاء الولايات المتحدة في الخليج، عن قلقهم للولايات المتحدة بشأن الهجوم المحتمل على منشآت النفط الإيرانية، ما قد يخلق آثاراً اقتصادية وبيئية سلبية على المنطقة بأكملها، وفق شبكة CNN.
وكشفت مصادر دبلوماسية أن إيران أوصلت أخيراً رسالة، عبر قنوات من دول أوروبية، بشأن طبيعة ردها على هجوم قد تتعرض له من إسرائيل، وقالت المصادر إن "الرسالة الإيرانية الموجهة أساساً إلى إسرائيل بشكل غير مباشر، تفيد بأنها ستتغاضى عن ضربة إسرائيلية محدودة، ولن تردَّ عليها كما تهدد"، وأوضحت أن الخطر يكمن في الشق الثاني من الرسالة، إذ أن "إيران لن يكون لديها أي خيار سوى الرد بكسر الخطوط الحمراء، لو تعرضت إلى ضربة مؤثرة تستهدف عصب النفط، أو منشآت الطاقة النووية في البلاد".