تأخر الرد الإسرائيلي على إيران يثير التساؤلات.. هل تأجل الهجوم ولماذا؟.. صحيفة إسرائيلية تجيب
أثار تأخر الرد الإسرائيلي المرتقب على الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير مطلع شهر أكتوبر الجاري، العديد من التساؤلات حول هذا التأخير خاصة بعد مرور ما يقرب من أسبوعين على هجوم طهران، وهل أرجأت دولة الاحتلال ردها إلى توقيت مناسب في ظل توسع دائرة الحرب في غزة ولبنان؟ أم أنها قررت تأجيل الرد لمزيد من التنسيق مع الولايات المتحدة في حال أنها قررت ضرب منششآت نووية ونفطية إيرانية؟ حيث إن تل أبيب تدرك جيدا أن إيران قد ترد بهجوم آخر في حال استهداف منشآتها النووية والنفطية؟
سبب تأخر إسرائيل
تناولت صحيفة "يديعوت أحرونوت" التساؤلات حول سبب تأخر إسرائيل في الرد على الهجوم الإيراني الأخير، وما إذا كان هناك قرار بالهجوم تم تأجيله لأسباب متعددة. وتطرقت الصحيفة إلى الهجوم الإيراني المباشر الذي وقع في 14 أبريل، وكيف استغرقت إسرائيل ستة أيام للرد، بينما مرت 14 يومًا منذ الهجوم الإيراني الثاني الذي شمل 200 صاروخ باليستي، دون أي رد من الجانب الإسرائيلي حتى الآن.
وتساءلت الصحيفة، في تقرير لها، عن سبب هذا التأخير، وهل هناك قرار فعلي بالهجوم تم تأجيله، أم أن إسرائيل تتبع استراتيجية جديدة؟ وفقًا لمصادر مطلعة، لم يتم تأجيل الهجوم المخطط له، وإنما تتصرف إسرائيل بناءً على اعتبارات مختلفة عن تلك التي صاحبت الهجوم السابق، حيث تلتزم بخطة مدروسة واستراتيجية محددة.
توقيت استراتيجي
أوضحت المصادر أن الرد الإسرائيلي سيأتي في النهاية، لكن كيفية الهجوم وتوقيته لا يزالان قيد الدراسة. وخلال اجتماع مجلس الوزراء الذي عُقد في ليلة الخميس والجمعة، تمت مراجعة الخطط، لكن لم يتم اتخاذ أي قرار نهائي حول طبيعة الرد.ولم يكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت مفوضين باتخاذ القرار في هذه القضية كما جرت العادة، مما يدل على أن إسرائيل قد تسعى لتأخير القرار إلى توقيت استراتيجي يتزامن مع الهجوم نفسه.
تأتي خلفية التأخير في الهجوم نتيجة لعدة اعتبارات عملياتية واستراتيجية، تشمل جاهزية إسرائيل وتنسيقها مع الولايات المتحدة. يبدو أن إسرائيل تسعى لتحقيق تنسيق كامل مع واشنطن لضمان دعم الدفاع عنها في حالة حدوث رد إيراني على الهجوم الإسرائيلي المتوقع. وفي هذا السياق، تجري الاتصالات بين الطرفين على مستويات متعددة، حيث تحدث نتنياهو مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، بينما أجرى وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر محادثات مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان. كما تواصل وزير الدفاع يوآف غالانت مع نظيره الأمريكي لويد أوستن.
وتشير الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة قد تكون تسعى لتجنب مهاجمة المنشآت النووية والنفطية الإيرانية، بينما ترغب إسرائيل في استهداف المنشآت النفطية لتعطيل مصادر الدخل الإيرانية وإعاقة تمويل برامجها النووية ودعم الإرهاب العالمي.
أنظمة دفاع أميركي
في تطور آخر، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية نشر أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي البعيد المدى "ثاد" في إسرائيل لتعزيز دفاعاتها الجوية ضد أي هجوم صاروخي إيراني. وأكدت أن هذه الخطوة تأتي لتعزيز التزام الولايات المتحدة بحماية إسرائيل وحماية الأمريكيين المتواجدين فيها من أي هجمات مستقبلية.
لكن الصحيفة تشير إلى أن التأخير الإسرائيلي قد يؤدي إلى فقدان زخم الهجوم في أعين المجتمع الدولي. فكلما تأخر الرد، قلّ تقبل العالم لضربة إسرائيلية كبيرة ضد إيران. ومع ذلك، قد تكون إسرائيل تتبع استراتيجية مشابهة لما قامت به إيران بعد اغتيالات استهدفت قادة بارزين، حيث استغرقت إيران أسبوعين للرد حينها.