مع بدء العد التنازلي للانتخابات الأميركية.. هل حددت إسرائيل موعد ضرب إيران؟
بدأ العد التنازلي لموعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقرر لها في 5 نوفمبر المقبل والتي يتنافس فيها بقوة المرشح الجمهوري دونالد ترامب الرئيس السابق للولايات المتحدة والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، والتي قد تحدد نتائجها مصير الصراعات المشتعلة في منطقة الشرق الأوسط خاصة في ظل اتساع دائرة العداون الإسرائيلي على غزة ولبنان ودول أخرى بالمنطقة.
وفي الوقت الذي لم يتبق سوى 20 يوما على موعد الانتخابات الأميركية كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية مقربة من بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء، أن الرد الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي تم مطلع أكتوبر الجاري بنحو 200 صاروخ باليستي سيأتي قبل موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية، حسب ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست".
وأفادت المصادر أن الرد الإسرائيلي على طهران سيكون محسوبًا من أجل تجنب التأثير السياسي على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، ما يعني أن نتنياهو فهم أن نطاق الضربة الإسرائيلية قد يؤثر على إعادة تشكيل السباق الرئاسي، خاصة وأن نتنياهو يعتقد أن فوز المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس مع وجود الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قد يعني عودة الاتفاق النووي بين طهران وواشنطن إلى طاولة المفاوضات، وهو ما لا يريده بالطبع.
ترقب وانتظار
رغم أن الضربة الصاروخية الإيرانية على دولة الاحتلال الإسرائيلي نفذت مطلع شهر أكتوبر الحالي إلا أن تل أبيب اكتفت حتى الساعة بالتأكيد أن ردها سيكون حاسما وقويا وقاتلا ومفاجئاً، ولكن هذا التأخير في الرد الإسرائيلي جعل العالم يحبس أنفاسه طوال هذه الفترة تحسبا لطبيعة رد تل أبيب وخوفا من أن يدفع بالمنطقة إلى أتون صراع شامل وواسع يجر إليه الولايات المتحدة للدفاع عن حليفتاها الإستراتيجي ومصالحها في المنطقة وهو ما قد يحرك روسيا للدخول في الحرب دفاعا عن نفوذها في المنطقة أيضا.
ومع اقتراب موعد الرد الإسرائيلي تجدد الإدارة الإميركية تحذيراتها لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعدم استهداف منشآت نفطية أو نووية في الداخل الإيراني، ما قد يسقط الخطوط الحمراء ويشعل بالتالي حرباً إقليمية أوسع، وشدد الرئيس الأميركي بايدن على ضرورة عدم استهداف المنشآت النفطية والنووية وأن يكون الرد مناسبا ومحسوبا.
وقالت مصادر أميركية أنه من المرتقب ألا يطال الرد الإسرائيلي محطات نفطية أو منشآت نووية، وإنما قد يطال مواقع عسكرية إيرانية فقط، كما لمح البعض إلى إمكانية ضرب المجمع الرئاسي الإيراني ومجمع المرشد علي خامنئي، فضلاً عن مقر الحرس الثوري في طهران.
بدوره أكد بنيامين نتنياهو أن إسرائيل ستأخذ بالاعتبار رأي الولايات المتحدة، لكنها ستقرر ردها على الهجوم الصاروخي الإيراني بناء على "مصلحتها الوطنية"، وفق ما أفاد مكتبه في بيان اليوم الثلاثاء.
رد انتقامي
وتسعى إسرائيل إلى رد قوي وانتقامي على الهجوم الإيراني الأخير من أجل أن تبقى لها اليد العليا في الصراع الدائر والمستمر في المنطقة منذ هجمات حماس في 7 أكتوبر الماضي.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قد توعد بأن انتقام بلاده من الهجوم الذي نفذته طهران يوم الأول من أكتوبر بإطلاق نحو 200 صارخ نحو إسرائيل، سيكون قاتلاً وقاسيا ومفاجئا، لن يتوقعه أحد، وفق تعبيره.
كما لوح بعض المسؤولين الإسرائيليين بأن كل الخيارات مطروحة على الطاولة بما فيها ضرب النووي الإيراني، وحثوا على أن الوقت الحالي يعد فرصة جيدة لإسرائيل للتخلص من البرنامج النووي الإيراني إلى الأيد.
إلى ذلك حث مقربون من نتنياهو على التخلص من تهديدات حزب الله في لبنان أولاً ثم التفرغ لإيران حتى يكون الرد قوي ومناسب لحجم الهجوم الذي شنته طهران مؤخرا.
تحذيرات إيرانية
في المقابل، حذرت طهران تل أبيب بعدم اختبار قدراتها، وأكد عدة مسؤولين إيرانيين بأن الرد هذه المرة على أي "اعتداء إسرائيلي سيكون أقوى بكثير"، حيث أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن إيران سترد على أي هجوم يستهدف البنى التحتية الإيرانية، وقال: إذا حاول العدو الصهيوني استهداف إيران سيتلقى رداً أكثر قسوة"، مبيناً أن "القوات المسلحة الإيرانية لديها بنك من الأهداف داخل الكيان الصهيوني".
كما أن مسئولين عسكريين إيرانيين خاصة من الحرس الثوري هددوا تل أبيب مؤكدين أن آلاف الصواريخ جاهزة للانطلاق نحو إسرائيل في حال قررت ضرب أهداف حيوية في إيران.