دراسة تكشف أن أدمغتنا تقسم التجارب اليومية إلى «فصول».. ما القصة؟
كشفت دراسة حديثة من جامعة شيكاغو أن الدماغ يقوم بتقسيم التجارب اليومية إلى "فصول" على غرار مشاهد الأفلام، بناءً على ما نركز عليه، وليس فقط استجابةً للتغيرات في البيئة المحيطة بنا.
فعلى سبيل المثال، عندما ينتقل الشخص من الشارع إلى مطعم، يبدأ الدماغ في إنشاء "فصل" جديد، يتزامن مع التغيرات المحيطة. وتكرار هذه العملية يحدث طوال اليوم عندما نواجه بيئات مختلفة، سواء كان ذلك خلال تناول الغداء، أو حضور حدث اجتماعي، أو حتى مشاهدة التلفاز مساءً.
سعى الباحثون لفهم السبب الذي يدفع الدماغ لتقسيم الأحداث إلى "فصول" وتسجيلها على هذا النحو. وطرحت الدراسة احتمالين: الأول أن هذه "الفصول" ناتجة عن تغيرات كبيرة في البيئة مثل الانتقال من مكان إلى آخر. أما الاحتمال الآخر فهو أن الدماغ يعتمد على نصوص داخلية ويستجيب للتغيرات فقط إذا كانت مرتبطة بأهدافنا الحالية.
لتحديد الإجابة، أجرى العلماء تجربة استخدموا فيها 16 سردًا صوتيًا لأحداث اجتماعية في مواقع مختلفة كالمطاعم والمطارات. بينما استمع المتطوعون لهذه القصص، قام الباحثون بمسح أدمغتهم باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لتتبع نشاط الدماغ في المنطقة المعروفة بالقشرة الجبهية الأمامية الوسطى (mPFC)، التي تفسر المدخلات اللحظية.
أظهرت النتائج أن أدمغتنا تقسم التجارب بناءً على ما نهتم به، فإذا تغير الحدث الاجتماعي مثل إتمام صفقة عمل أو قبول عرض زواج، يلاحظ الدماغ ذلك ويبدأ في فصل جديد.لكن إذا طلب من المشاركين التركيز على تفاصيل المكان، مثل طلب الطعام في مطعم، فإن أدمغتهم تنشئ "فصولًا" جديدة مرتبطة بتلك التفاصيل.
قال كريستوفر بالداسانو، المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ علم النفس بجامعة كولومبيا: "نتائجنا تظهر أن الدماغ لا يستجيب للتغيرات البيئية فقط، بل ينظم بنشاط تجارب حياتنا إلى أجزاء ذات معنى بالنسبة لنا."
يهدف الباحثون في المراحل القادمة من الدراسة إلى فهم كيف تؤثر هذه "الفصول" على الذاكرة طويلة المدى وكيف يغير منظور الشخص تجربته في الحياة.