مستشار سابق في إدارة بوش: السياسة الخارجية لترامب "سخيفة" وتفتقر إلى الوضوح
انتقد كارل روف، المستشار السابق في إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش، المواقف الغامضة لدونالد ترامب فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، واصفًا إياها بأنها "سخيفة" وغير واضحة.
وأعرب روف عن مخاوفه من كيفية تعامل كل من ترامب وكاميلا هاريس مع التحديات الأمنية المعقدة التي تواجه الولايات المتحدة، مثل احتمال تحول الصراع في الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية شاملة، وتصاعد التوترات بين الصين وتايوان، إلى جانب مخاوف من استخدام الأسلحة النووية في الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وأشار روف، في مقال نشر بجريدة وول ستريت جورنال، إلى أن السياسة الخارجية، على الرغم من خطورتها، قد تراجعت في سلم أولويات الحملات الانتخابية لصالح قضايا محلية مثل التضخم والهجرة والإجهاض، وهو ما يعتبره تهديداً لقدرة الولايات المتحدة على مواجهة التحديات الدولية المتصاعدة.
ادعاءات غامضة
وانتقد كارل روف، تصريحات دونالد ترامب المتكررة حول قدرته الفريدة على الحفاظ على السلام، معتبرًا إياها "ادعاءً غامضًا وغير واضح لدرجة أنه سخيف". ورغم تحدث ترامب عن سياسته الخارجية تجاه مناطق مثل الشرق الأوسط وشرق أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ خلال حملته الانتخابية، إلا أنه تلقى انتقادات حادة بسبب رؤاه المختصرة والمبهمة.
ووعد ترامب بأنه قادر على التوسط في صفقة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في غضون 24 ساعة فقط، لكنه لم يقدم أي تفاصيل حول كيفية تحقيق ذلك. ويؤكد روف، الذي عمل كمستشار كبير ونائب رئيس الأركان في إدارة بوش، أن هذه المقاربة غير كافية في ظل قائمة التهديدات المتزايدة التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لاستراتيجية واضحة وفعالة في السياسة الخارجية.
أزمة الأمن القومي
أشار كارل روف، الذي عمل في منصب كبيرالمستشارين ونائب رئيس الأركان خلال إدارة بوش وعمل بشكل قصير كمستشار لحملة ترامب الرئاسية في عام 2020، إلى تقرير لجنة الحزبين لاستراتيجية الدفاع الذي صدر في يوليو، والذي حذر من أن الولايات المتحدة تواجه "البيئة الأمنية الدولية الأكثر تحديًا وخطورة منذ الحرب العالمية الثانية". وتساءل روف عن مدى جاهزية البلاد لمواجهة الاحتمال المتزايد لاندلاع حرب كبرى قرب نهاية ولاية الرئيس الحالي.
كما انتقد نائب الرئيس كاميلا هاريس، مشيرًا إلى أنها "تتجاهل بشكل كبير الوضع الهش لبيئة الأمن القومي الأمريكي"، مما يثير الشكوك حول قدرتها على شغل منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة. ورغم تحذيرات روف والمجتمع الاستخباراتي، لا تزال السياسة الخارجية تأخذ مركزًا متأخرًا في قائمة أولويات الناخبين الأمريكيين، وذلك مع اقتراب موعد الانتخابات بفترة لا تتجاوز 20 يومًا.
استطلاعات الرأي
حسب استطلاع رأي حديث أجرته وكالة جالوب تم أجرائه في الفترة بين 16-28 سبتمبر الماضي فالاقتصاد يقع علي قمة أولويات الناخبين فحوالي 52% من 941 ناخب الذين تم عليهم استطلاع الرأي قالو أنه "مهم للغاية " في تحديد تصويتهم في حين أعتبر 38% أنه "مهم جدا".
يأتي في المركز الثاني الديموقراطية متبوعة بالإرهاب في المركز الثالث، ثم اختيارات المرشحين الرئاسيين لترشيحات هيئات المحكمة العليا، ثم قضايا الهجرة، تأتي السياسة الخارجية في المركز 14.
يعتبر كارل روف أن "السياسات الأمنية المتعثرة" تعد واحدة من ثلاث قضايا رئيسية يبدو أن المرشحين للانتخابات قد اختاروا تجاهلها أو منحها الاهتمام الكافي. القضايا الأخرى تشمل الدين الداخلي المتضخم والإفلاس الوشيك لبرامج الضمان الاجتماعي. ويقول روف: "أمريكا تتجه نحو مشاكل على عدة جبهات، وكلا من السيد ترامب والسيدة هاريس يحاولان البقاء مبتهجين ويتجاهلان الخطر القائم، ولديهما فهم ضئيل أو معدوم للعواقب".
تسلط هذه التصريحات الضوء على ضرورة مواجهة القضايا الجوهرية التي تهدد الأمن القومي، بدلاً من الانغماس في القضايا المحلية السطحية التي قد تؤدي إلى تفاقم الأزمات في المستقبل.