اغتيال السنوار.. هل يُعقد مفاوضات إطلاق الإسرى ويعرقل مساعي وقف إطلاق النار في غزة؟
ذهب كل وسائل الإعلام العالمية والإسرائيلية إلى أن اغتيال يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس سينهي أزمة الأسرى الإسرائيليين ويؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة.
إلا أن صوتًا مغايرًا لتلك التكهنات ذهب إلى أن اغتيال السنوار سوف يزيد الأمر تعقيدًا.
فمن جانبها أشارت صحيفة "إسرائيل هيوم" إلى أن اغتيال السنوار سيعقد مفاوضات إطلاق الأسرى بشكل كبير. باعتباره القائد السياسي الأبرز لحماس في غزة، كان السنوار نقطة الاتصال الرئيسية بين حماس وأطراف التفاوض. وغيابه يخلق فراغًا في التواصل، ما يجعل إسرائيل مضطرة للبحث عن طرق بديلة للتفاوض، سواء في غزة أو قطر. وأكدت الصحيفة أن هذا الوضع يتطلب دبلوماسية إبداعية وعروضًا جريئة للوصول إلى حل سريع لهذه الأزمة.
وأضاف التقرير أن اغتيال السنوار يضع إسرائيل أمام تحدٍ أكبر في صياغة رؤية واضحة لمستقبل غزة. حتى وقت قريب، كان السنوار هدفًا رئيسيًا للعمليات العسكرية الإسرائيلية، والآن بعد غيابه، تلوح فرصة لإعادة التفكير في هيكل الحكم في غزة. ويرى البعض أن حماس ستظل فاعلة في غزة، ربما بقيادة شقيق السنوار، لكن هذا التطور يفتح الباب أمام محاولات لإيجاد حلول أكثر شمولًا للوضع هناك.
كما حذرت الصحيفة من أن انتظار إسرائيل لحلول خارجية قد يؤدي إلى فرض مقترحات لا تتناسب مع مصالحها. ودعت إلى ضرورة مقاومة أي توجهات متطرفة داخل الحكومة الإسرائيلية، مثل الدعوات لإعادة توطين اليهود في غزة، وهي فكرة قد تكون لها تداعيات كارثية على إسرائيل. بدلاً من ذلك، يتعين على الحكومة الإسرائيلية العمل على وضع استراتيجية شاملة تضمن عودة الأسرى الإسرائيليين بسلام، ووقف العمليات العسكرية، وتشكيل هيكل حكم بديل في غزة، مع الحفاظ على أمن إسرائيل.
في السياق ذاته، ذكر التقرير أن هذه الخطوة قد تساعد في إنهاء الحرب على الجبهة الشمالية. فبعد مقتل خمسة جنود إسرائيليين في اشتباك مع حزب الله في جنوب لبنان، ترى إسرائيل أن الوضع هناك لا يزال غير مستقر. ولذلك، ينصح التقرير بأن تركز إسرائيل على تحقيق أهدافها المعلنة بدلًا من الانجراف نحو طموحات غير واقعية في كل من غزة ولبنان.