لماذا اغتالوا مهندس الطوفان يحيى السنوار؟
شهدت الأوساط العسكرية الإسرائيلية ارتياحًا واسعًا بعد إعلان مقتل قائد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" يحيى السنوار، العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر، في عملية عسكرية بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.
ووصف جيش الاحتلال الإسرائيلي استشهاد السنوار بأنه "نصر كبير"، وأكد المتحدث الرسمي باسم الجيش أن السنوار، الذي كان مهندسًا لكل الهجمات الأخيرة على المدن الإسرائيلية، يعد من أهم القيادات التي أسهمت في إدارة الحرب ضد إسرائيل.
اغتيال القيادات
وفي السياق ذاته، أشار الباحث السياسي عزمي بشارة إلى أن حركة حماس تعرضت لهزيمة كبيرة في حربها مع إسرائيل بسبب الفارق الكبير في القدرات العسكرية بين الطرفين، كما أكد أن إسرائيل نجحت في تصفية الصف الأول من قيادات الحركة بشكل كامل.
وأضاف بشارة أن إسرائيل اغتالت محمد ضيف في غزة يوم 13 يوليو بعد تقييم استخباراتي، وكان ضيف قد نجا من سبع محاولات اغتيال سابقة. كما تم اغتيال إسماعيل هنية في إيران في الساعات الأولى من صباح 31 يوليو، وصالح العاروري الذي استشهد في غارة إسرائيلية بطائرة مسيرة على الضاحية الجنوبية لبيروت في يناير الماضي.
وأكد بشارة أن الحرب لن تتوقف إلا بالقضاء التام على حركة حماس، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نجح في اختراق الحركة بشكل عميق، وأصبح على دراية كاملة بخططها المستقبلية وحركة قادتها.
نعي رسمي
وكانت حركة حماس قد أعلنت، اليوم الجمعة، بشكل رسمي استشهاد رئيس الحركة، يحيى السنوار، في مواجهة عسكرية مع الاحتلال الإسرائيلي.
قالت الحركة في بيان نعي للسنوار: "بكل معاني الشموخ والكبرياء والعزة والكرامة تنعي الحركة إلى شعبنا الفلسطيني وإلى أمتنا جميعا وأحرار العالم رجلا من أنبل الرجال وأشجع الرجال، رجلا كرس حياته من أجل فلسطين، وقدم روحه في سبيل الله على طريق تحريرها، صدق الله فصدقه الله، واصطفاه شهيدا مع من سبقه من اخوانه الشهداء".
ووصفت حماس السنوار بأنه "قائد وطني كبير ورئيس مكتبها السياسي وقائد معركة طوفان الأقصى"، مشيرة إلى أنه "ارتقى بطلاً شهيداً، مقبلاً غير مُدبر، مُمْتَشقاً سلاحه، مشتبكاً ومواجهاً لجيش الاحتلال في مقدّمة الصفوف، يتنقل بين كل المواقع القتالية صامداً مرابطاً ثابتاً على أرض غزَّة العزَّة، مدافعاً عن أرض فلسطين ومقدساتها، ومُلهماً في إذكاء روح الصُّمود والصَّبر والرّباط والمقاومة".
إلى ذلك قالت صحيفة "Ynet" العبرية، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، نقلت جثة يحيى السنوار بعد فحصها بالكامل في معهد الطب العدلي في تل أبيب، إلى مكان سرى للتخزين.
وأضافت: "ليس من الواضح في هذه المرحلة ما الذي سيتم فعله بجثته وما إذا كانت ستستخدم كورقة في المفاوضات المستقبلية التي ستشمل أيضاً عودة المختطفين الإسرائيليين الـ 101 في قطاع غزة".