دراسة تحذر من البكاء أثناء مشاهدة الأفلام.. ما الأسباب والتفاصيل؟

كشفت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يبكون أثناء مشاهدة الأفلام قد يكونون أكثر عرضة للوفاة المبكرة بنسبة تصل إلى 10%. الدراسة تشير إلى ارتباط هذه السلوكيات بسمة شخصية تُعرف بـ"العصابية"، وهي تشمل مشاعر سلبية مثل القلق والتقلبات المزاجية التي تؤثر سلبًا على الصحة الجسدية والعقلية.

وبحسب ما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قاد فريق بحثي من جامعة ولاية فلوريدا الدراسة، حيث اعتمد على بيانات من "UK Biobank"، وهي قاعدة معلومات بريطانية تضم عينات بيولوجية ومعلومات صحية ونمط حياة لنحو نصف مليون شخص.

أظهرت النتائج أن الوحدة كانت العامل الأبرز في رفع احتمالات الوفاة المبكرة بين عناصر العصابية، حيث ترتبط الوحدة بزيادة خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والهضمي، إضافة إلى ارتفاع حالات إيذاء النفس. المثير للاهتمام أن الدراسة أوضحت أن الرجال كانوا أكثر عرضة للتأثر بالعصابية مقارنة بالنساء، خاصة من هم دون سن الـ54 عامًا والذين لم يكملوا تعليمهم الجامعي.

وبيّنت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من الوحدة هم الأكثر عرضة للوفاة المبكرة مقارنة بمن يشعرون بالقلق أو الذنب. وبلغ متوسط العمر عند الوفاة 70 عامًا، وكانت أبرز أسباب الوفاة تشمل السرطان وأمراض الجهاز العصبي والتنفسي والهضمي. كما أظهرت النتائج أن مشاعر الغضب والإحباط تؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفاة نتيجة لأمراض الجهاز التنفسي والهضمي.

وتُعد معدلات الانتحار المرتبطة بمشاعر التوتر والتقلبات المزاجية أيضًا مصدر قلق كبير، حيث انتحر 0.7% من المشاركين (حوالي 291 شخصًا) بسبب هذه المشاعر السلبية المستمرة.

يقول الدكتور أنطونيو تيراكشيانو، أستاذ طب الشيخوخة في جامعة ولاية فلوريدا وكبير الباحثين في الدراسة: "ما كان مفاجئًا هو أن الوحدة كان لها تأثير أقوى من بقية مكونات العصابية على خطر الوفاة المبكرة".

نُشرت نتائج هذه الدراسة في دورية "Journal of Affective Disorders" في سبتمبر 2024. كما أشارت الدراسة إلى أن العصابية قد تكون مؤشرًا قويًا للإصابة بأمراض عصبية مثل ألزهايمر والباركنسون، بالإضافة إلى حالات صحية أخرى مثل السكتات الدماغية وأمراض الأمعاء.

وحذرت الدراسة من "وباء الوحدة" المتنامي في الولايات المتحدة، حيث أشار تقرير صادر عن مكتب الجراح العام الأمريكي إلى أن نصف البالغين في البلاد يعانون من مشاعر الوحدة. ويؤدي ذلك إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 29%، والسكتات الدماغية بنسبة 32%، كما يرتفع خطر الإصابة بالخرف بنسبة 50% لدى كبار السن، مما يعادل تأثيره الصحي تدخين 15 سيجارة يوميًا.