المشاركون في جلسة «قمة الإبداع الإعلامي» الأولى يطالبون بضرورة توعية الشباب العربي بأهمية استخدام الذكاء الاصطناعي
طالب المشاركون في جلسة قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي الأولى التي انطلقت فعالياتها صباح اليوم الأحد بالعاصمة المصرية القاهرة بضرورة توعية الشباب العربي بأهمية استخدام الذكاء الاصطناعي، ومواكبة التطورات التكنولوجية وتفعيل دور الإعلام في دعم استقرار البلدان العربية.
التحولات في الإعلام الرقمي وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أصبحت تمثل تحديات كبيرة للصحافة المصرية
من جانبه أكد الكاتب الصحفي مصطفى بكري أن الدكتور يوسف العميري، رئيس مجلس إدارة جمعية "خليجيون في حب مصر"، يلعب دورًا بارزًا في توثيق العلاقات المصرية الخليجية، مشيرًا إلى جهوده المستمرة في تعزيز الروابط المشتركة. وأضاف بكري، خلال كلمته في الجلسة الأولى لقمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي التي انطلقت اليوم في القاهرة، أن التحولات في الإعلام الرقمي وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أصبحت تمثل تحديات كبيرة للصحافة المصرية.
وتساءل بكري عن تأثير الذكاء الاصطناعي، خاصة مع تطوراته المتسارعة التي تماثل في بعض الأحيان الذكاء البشري، مما يطرح مخاطر قد تؤثر على مستقبل الإعلام. وأشار إلى مثال لمذيعة تعمل بالذكاء الاصطناعي شاركت في حوار مع مذيعة حقيقية، مما أظهر حجم المنافسة المتزايدة بين التقنيات الحديثة والإعلام التقليدي. وأكد على أهمية دراسة تأثير الذكاء الاصطناعي على القيم المجتمعية، لافتًا إلى أن التكنولوجيا إما أن تكون أداة لخدمة المجتمع أو وسيلة ضده.
وأضاف بكري أن قمة الإبداع العربي أثارت انتباهه بالتنوع بين جيل الشباب والخبراء، مشددًا على أن الذكاء الاصطناعي، رغم قوته، يتطلب تفعيل دور الإنسان كعنصر أساسي. ولفت إلى تجربة خاضها مع الذكاء الاصطناعي في موقع إلكتروني، والتي أدت إلى خسائر كبيرة، مشددًا على ضرورة تنمية فكر الإنسان والاستثمار فيه لضمان مستقبل الإعلام.
استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام لا يزال بلا ضوابط واضحة
كما أكدت عواطف الطناشي، رئيسة التلفزيون الليبي، أن ليبيا تشهد وضعًا فريدًا، حيث يتنازع أبناء الوطن الواحد في صراع داخلي معقد، مشيرة إلى أن الإعلام لعب دورًا مؤثرًا في محاربة الكراهية، لكنه في بعض الأحيان ساهم أيضًا في تأجيج الفتن، خاصةً في ظل الأوضاع المضطربة التي تعيشها البلاد.وأعربت عن أملها في وجود إعلام عربي موحد يساعد على معالجة قضايا ليبيا، لافتةً إلى أن الإعلام الليبي كان له تأثير سلبي أحيانًا، وأن العديد من القنوات الخاصة تبنت أجندات خاصة أسهمت في زيادة الانقسام الداخلي.
أشارت الطناشي إلى أهمية الدور الإيجابي للإعلام الرسمي في توحيد الصف الوطني، ووجهت الشكر للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري على دعمها المستمر وإتاحة الفرص لمناقشة التحديات الإعلامية.
وأشارت إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام لا يزال بلا ضوابط واضحة، مؤكدة عدم وجود قانون عربي ينظم هذا المجال، وأشارت إلى الحاجة لوضع استراتيجيات تمنع سوء استخدامه وتضمن أمن المجتمعات العربية.
الذكاء الاصطناعي له دورًا هامًا في تحسين جودة الإعلام
فيما أكدت الدكتورة عزة هيكل، مستشار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري للإعلام، على أهمية الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الإعلام، مشيرة إلى أن الصراع الحالي هو صراع علمي بين من يمتلك المعرفة ومن لا يمتلكها.
وحذرت هيكل، في كلمتها بالنسخة الأولى من قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي، من الاستخدام السلبي للذكاء الاصطناعي حيث يعتبر سلاحًا ذو حدين، إذ يُمكن أن يؤدي الاستخدام السلبي للذكاء الاصطناعي إلى فبركة الأخبار وإنتاج الشائعات، مما يُعتبر كارثة في عالم الإعلام، مؤكدة على ضرورة استخدامه بشكل إيجابي لإبداع أفكار جديدة مستندة إلى التراث والتاريخ.
وأوضحت أن الأكاديمية العربية تعتبر من أوائل الجامعات في مصر التي تهتم بتدريس تقنيات الذكاء الاصطناعي والحاسبات والبرمجة. وقد ساهمت هذه التقنيات بشكل كبير في تطوير التعليم عن بُعد، خاصة خلال أزمة كورونا، لافتة إلى أن الذكاء الاصطناعي والإعلام الرقمي أصحبا مادة أساسية في العديد من الكليات، حيث تُستخدم العديد من الأبحاث في هذا المجال.
ودعت د.عزة هيكل إلى التوعية بأهمية الذكاء الاصطناعي مشددة على دور المؤسسات الأكاديمية في نشر الوعي والمعرفة حول هذا الموضوع، منوهة إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي ستتوسع لتشمل مجالات الثقافة والإعلام والتكنولوجيا، مما يعزز من قدرات المجتمع في الاستفادة من هذه التقنيات.
ضرورة رفع الوعي للاستفادة من الذكاء الاصنطاعي
كذلك أكد الدكتور يوسف العميري، رئيس مجلس إدارة جمعية "خليجيون في حب مصر"، أن العالم العربي استخدم الذكاء الاصطناعي بشكل غير صحيح في مجالات عديدة، مشيرًا إلى أن قلة الوعي تقف عائقًا أمام الاستخدام الفعّال لهذه التقنية.
وأوضح الدكتور العميري، خلال كلمته في فعاليات قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي، أن هناك حاجة ماسة لتوعية المستهلكين بأهمية الذكاء الاصطناعي وطرق استخدامه بشكل صحيح. وأشار إلى أن الصين تمثل نموذجًا ناجحًا في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، خاصة في مجال التجارة، حيث حققت تقدمًا كبيرًا بفضل التخطيط المحكم والاستغلال الأمثل للتقنيات.
وأعرب العميري عن أمله في أن يتم توجيه الذكاء الاصطناعي في العالم العربي نحو الاستخدامات المفيدة والناجحة، لتحقيق التطور الاقتصادي والاجتماعي المنشود.
مواكبة التطورات التكنولوجية والتكيف مع الذكاء الاصطناعي
أكد ماضي عبد الله الخميس، الأمين العام لهيئة الملتقى الإعلامي العربي، أن الحديث عن الذكاء الاصطناعي بدأ منذ الخمسينيات من القرن الماضي، لكنه بدأ يظهر بشكل واضح في عام 2020 وتطور حاليا بشكل مذهل.
وأوضح ماضي الخميس، في كلمته بالنسخة الأولى من قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي، أننا عشنا لفترة طويلة على الإعلام التقليدي قبل ظهور الذكاء الاصطناعي، ولذلك نؤكد أن مهنة الإعلام والصحافة ستظل قائمة، لكن الوسائل والأدوات ستتغير ولذلك علينا مواكبة التطورات التكنولوجية بشكل جيد.
ودعا الخميس الجميع إلى عدم الاكتفاء بالتعليم الأكاديمي فقط، بل يجب تعلم التكنولوجيا والتطورات الحديثة في هذا المجال، مؤكدا أن العلم والتكنولوجيا تتطور بسرعة، مما يتطلب منا مواكبة هذا التغير السريع واكتساب الخبرات من الدورات التدريبية.
وأشار إلى أنه يبرز في هذا الشأن أهمية حماية الحق في الخصوصية والأفكار في عصر الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن الحكومات تواجه تحديات كبيرة في هذا المجال، مما يستدعي ضرورة التوعية.
وأكد الخميس أن الشباب اليوم لديهم فرص كبيرة في العمل الإعلامي، حيث أصبح هذا العمل فردياً أكثر من كونه مؤسسياً منوها إلى أنه يمكن للشباب تحقيق الشهرة والمال من خلال هواتفهم فقط، ومع ذلك، تقع المسؤولية على عاتقهم، لذا يجب عليهم تحمل مسؤولية كلماتهم والتعلم عن أخلاقيات المجتمع.
يذكر أن النسخة الأولى من قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي، التي تنظمها الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، تحت شعار "إعلام يلهم.. شباب يبدع"، برعاية جامعة الدول العربية ومجلس الوزراء بجمهورية مصر العربية، انطلقت فعالياتها صباح اليوم الأحد بالعاصمة المصرية القاهرة.
وتعد القمة، التي تستمر يومين، منصة لتعزيز الابتكار والتعاون بين المؤسسات الإعلامية وتأكيد تأثير الإعلام على جميع القطاعات الأخرى.
وتشهد القمة مشاركة عدد من الوزراء والسياسيين، بالإضافة إلى شخصيات عامة وكبار الإعلاميين العرب والمصريين.
وتتضمن فعاليات القمة عددًا من الجلسات النقاشية حول أهم الموضوعات المطروحة على الساحة الإعلامية العربية، إلى جانب تنظيم ورش عمل وتدريبات متنوعة يقدمها أفضل الإعلاميين ومدربي الإعلام، بهدف تطوير مهارات الإعلاميين الشباب وصقل خبراتهم.
وتدور النقاشات حول موضوعات مثل الذكاء الاصطناعي وتحدياته في المجال الإعلامي، ومدى تأثير التكنولوجيا الحديثة على كتابة المحتوى الصحفي، فضلًا عن التحديات التي تواجه التغطيات الإعلامية في الدول العربية، إلى جانب الأمن الرقمي للمؤسسات الإعلامية والصحفية، والصحة النفسية للإعلاميين والصحفيين.