هل سترد إيران على الهجوم الإسرائيلي.. وما هي الخيارات المتاحة؟
تتوالى أصداء الضربة الإسرائيلية الأخيرة على إيران، إذ تشغل عناوين الصحف الإيرانية والإسرائيلية والبريطانية. وتدور التساؤلات حول إمكانية رد إيراني جديد، وشكل وآلية هذا الرد المحتمل، ومدى استعداد طهران لمواجهة تصعيد محتمل.
وفي تعليق على الهجوم، صرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، بأن إيران "ستستخدم كل الأدوات المتاحة للرد على إسرائيل بشكل صارم ومتناسب". وأضاف بقائي في مؤتمر صحفي أن "طهران لن تتنازل عن حقها القانوني في الرد"، مؤكداً أن الدفاعات الجوية الإيرانية كانت "جاهزة" ونجحت في التصدي للضربة الإسرائيلية.
وتحدث بقائي عن تصاعد التوترات في غزة ولبنان، مشيراً إلى أن الخارجية الإيرانية تبذل جهوداً دبلوماسية حثيثة لوقف "الجرائم الإسرائيلية" في المنطقة، حيث استنفرت الوزارة كل إمكاناتها لخلق تعبئة دولية لوقف ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" التي يرتكبها الكيان الصهيوني.
خيارات الرد الإيراني
في تحليل حول الخيارات المتاحة لإيران، نشرت صحيفة إيران إنترناشونال مقالاً للكاتب ماردو صغوم، أشار فيه إلى أن الرد الانتقامي الإيراني قد يشكل "مخاطرة" بإثارة تصعيد إضافي. ويعتقد صغوم أن إمكانات الرد الإيراني محدودة إلى حد كبير بصواريخ متوسطة المدى قد لا تملك الدقة الكافية، فيما تفتقر إيران، بحسبه، لقدرة حماية مجالها الجوي بشكل كامل.
من جانب آخر، كتبت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية أن الضربة الإسرائيلية قد تعزز الردع ضد إيران، إذ يتوقع الكاتب رون بن يشاي أن الضربة ستدفع إيران إلى إعادة التفكير قبل أي رد محتمل. ويضيف أن الهجوم كان "تحفة استراتيجية"، حيث نجحت الضربات الإسرائيلية في التأثير على أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية وترك النظام الإيراني مكشوفاً، ما يعزز من موقف إسرائيل.
تباين داخلي في إيران حول الرد
وفي صحيفة الغارديان، كتب باتريك وينتور أن الضربة الإسرائيلية تسببت في انقسام داخل طهران بين من يدعون للرد الفوري ومن يرون ضرورة ضبط النفس لتفادي المزيد من التصعيد.ورأى وينتور أن الرد الإيراني الأولي تجسد في "فخر وطني" بأداء الدفاعات الجوية، مما يعكس حرص الحكومة على تجنب أي خطوات انتقامية متسرعة.
يتضح أن على طهران الآن أن توازن بين ضغط الداخل والدعوات الدولية لتجنب التصعيد.فبينما تتواصل المداولات بين صناع القرار في طهران، يبقى القرار النهائي بيد إيران، إذ يمكن أن يؤدي تصعيد إضافي إلى تداعيات لا تُحمد عقباها.