هل تخطط إسرائيل لإقامة منطقة عازلة جنوب لبنان.. ولماذا؟
تثير التحركات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على الحدود اللبنانية تساؤلات حول نوايا دولة الاحتلال، خصوصًا في ظل تصاعد القصف والدمار واسع النطاق في قرى الجنوب اللبناني. وبينما تؤكد إسرائيل أنها تستهدف مواقع حزب الله فقط، إلا أن حجم الأضرار والنزوح الكبير من القرى الحدودية يشير إلى احتمال وجود خطط أبعد.
وفقًا لصور الأقمار الصناعية التي حللها خبراء، فإن القرى الحدودية مثل رامية وعيتا الشعب وبليدا وعدد من القرى الأخرى في الجنوب اللبناني باتت مدمرة إلى حد كبير، مما يعكس سيناريو مشابهًا لسياسة المنطقة العازلة التي أنشأتها إسرائيل على حدود غزة. وكشفت وكالة "أسوشيتد برس" أن نحو 11 قرية جنوبية، قريبة من الحدود، تعرضت لدمار شديد، حيث أظهرت الصور أن بعض المناطق السكنية تحولت إلى بقع رمادية من الأنقاض.
وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل ربما تهدف لإنشاء منطقة خالية من السكان جنوب لبنان، خاصة بعد تصاعد العمليات البرية المحدودة التي أعلنتها إسرائيل في المنطقة الحدودية، حيث فجّرت القوات الإسرائيلية عشرات المنازل، وتوغلت لفترات قصيرة قبل انسحابها. وقد أدت هذه التحركات إلى نزوح قرابة مليون شخص من سكان الجنوب اللبناني إلى مناطق أكثر أمانًا.
وعلى الرغم من ذلك، نفى الجيش الإسرائيلي بشكل مباشر عزمه على إقامة منطقة عازلة، موضحًا أن عملياته تستهدف مواقع محددة لحزب الله بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة. ومع ذلك، يرى محللون أن إسرائيل تسعى إلى إبعاد وجود حزب الله المسلح شمال نهر الليطاني، بهدف تأمين المنطقة الحدودية لمستوطنيها، وتوفير بيئة آمنة للعودة إلى مساكنهم في الشمال.