هل تُرجح الأسواق كفة مرشح على حساب الأخر في الانتخابات الأمريكية 2024؟
قبل ساعات قليلة من بدء التصويت في انتخابات 2024، التي تشهد تنافساً حامياً بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب ونائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس، يتساءل البعض عن احتمالات الأسواق في ترجيح كفة أحد المرشحين.
وتشير تقارير حديثة إلى أن نموذجًا يعتمد على أداء سوق الأسهم الأمريكي قد قلل من فرص فوز هاريس في الرئاسة بشكل طفيف عن تقديرات سابقة. ويمنح هذا النموذج هاريس حاليًا نسبة فوز تبلغ 70%، وهي نسبة أقل من تقديرات بلغت 72% في منتصف أكتوبر، وذلك بسبب تراجع مؤشر "داو جونز" الصناعي مؤخرًا.
ويُعد هذا النموذج بسيطًا نسبيًا، إذ يستند إلى العلاقة التاريخية بين أداء سوق الأسهم واحتمالات الحزب الحاكم في الفوز بالانتخابات، حيث ارتبطت مكاسب السوق عادةً بفرص أفضل للحزب الحالي.
ويشير مارك هيلبرت، كاتب مقالات الرأي في موقع "Market Watch"، إلى أن هذا النموذج لا يعتبر مؤكدًا بالكامل، إذ أن نسبة فوز هاريس تبقى 70% وليست 100%. كما أن النموذج يعتمد على نجاحات تاريخية، ما لا يضمن استمرار نفس النمط في المستقبل.
ومن الناحية النظرية، يفسر هيلبرت فعالية هذا النموذج بأن سوق الأسهم تعكس التوقعات المستقبلية للمستثمرين، فارتفاع السوق عادةً ما يعني تفاؤلاً بمستقبل الاقتصاد، ما يدفع الناخبين للتصويت بناءً على مصالحهم المالية.
ويضيف هيلبرت أنه رغم المخاوف التي يبديها البعض من أن رئاسة هاريس قد تكون ضارة للاقتصاد، فإن السوق لم تتراجع خلال الفترات التي ارتفعت فيها فرص فوزها، بل على العكس، سجلت ارتفاعات. أما في الفترات التي ازدادت فيها احتمالات فوز ترامب، فقد شهدت الأسهم تراجعاً، وهو ما يتماشى مع توقعات بعض المحللين بأن فوز ترامب قد يتسبب في اهتزاز الأسواق.
ختامًا، يرى هيلبرت أن هذا النموذج رغم أنه ليس مضمونًا، إلا أن أداءه السابق يجعله يستحق الاهتمام، إذ يعكس مدى تأثير السوق على ترجيح كفة المرشحين وفقًا لتوقعات المستثمرين بشأن مستقبل الاقتصاد.