وزير الخارجية: "إعلان الكويت" وثيقة توجيهية لجهود مكافحة الإرهاب وبناء القدرات في مجال أمن الحدود
قال وزير الخارجية الكويتي، عبد الله اليحيا، اليوم الثلاثاء، إن اعتماد "إعلان الكويت" بشأن أمن الحدود وإدارتها خلال أعمال المؤتمر الرابع حول "تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب" يعكس المناقشات والرؤى ووجهات نظر المشاركين ويمثل وثيقة توجيهية لجهود مكافحة الإرهاب وبناء القدرات في مجال أمن الحدود.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير خارجية جمهورية طاجيكستان، سراج الدين مهر الدين، ووكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، فلاديمير فورونكوف، بعد اختتام أعمال المؤتمر رفيع المستوى الرابع حول "تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود - مرحلة الكويت من عملية دوشانبه" الذي استضافته دولة الكويت برعاية أميرية سامية لمدة يومين.
وأضاف الوزير اليحيا أن المؤتمر كان منصة محورية لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي بشأن أمن الحدود في سياق مكافحة الإرهاب وتمويله، وفرصة لتبادل الخبرات والدروس المستفادة ومناقشة سبل مواجهة التهديدات الناشئة وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال مكافحة الإرهاب.
وأشار إلى أن استضافة المؤتمر تأتي انطلاقًا من حرص دولة الكويت على دورها الدولي والإقليمي في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله ودعم كافة الجهود الأممية والإقليمية للقضاء على هذه الآفة التي تهدد الأمن الدولي والإقليمي.
وأوضح أنه تم إجراء مباحثات مستفيضة حول آخر مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ومختلف القضايا المحورية والرئيسية في المنطقة التي تشهد أحداثًا وتطورات هامة تتطلب المزيد من التنسيق والتواصل.
وأكد الوزير اليحيا أن قضية تفشي ظاهرة الإرهاب والتطرف الفكري جاءت على رأس هذه المباحثات، مشيرًا إلى أهمية دعم الجهود الدولية في التصدي للجماعات الإرهابية وكافة العوامل التي تغذي الفكر المتشدد والعمل على مكافحته وتجفيف منابع تمويله.
وذكر أن التطرف الفكري والإرهاب أصبحا آفة العصر التي تنافي كل القيم والتعاليم الإسلامية والإنسانية، إذ يجب محاربتها من جذورها ونبذ الكراهية بكافة أشكالها. وتم الاتفاق على ضرورة توحيد الجهود من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وأشار إلى الحاجة إلى جهود إقليمية ودولية مكثفة لمواجهة ظاهرة الإرهاب بكافة أشكالها ومسمياتها، مع التأكيد على أن الإرهاب لا يمثل دينًا أو مذهبًا أو وطنًا بعينه. وقال: "نطالب اليوم ببذل الجهود من أجل القضاء على هذه الآفة التي أصبح خطرها يهدد الجميع".
وأضاف الوزير اليحيا أن تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار يتطلب استمرار الجهود الجماعية في محاربة الإرهاب وجماعاته الإجرامية ومواجهة الفكر المتطرف الذي يتناقض مع كل الشرائع السماوية والقيم الدينية والإنسانية والأخلاقية.
وأعرب عن شكر دولة الكويت وترحيبها بجميع ممثلي الدول الشقيقة والصديقة المشاركين في أعمال هذا المؤتمر، ضيوفًا أعزاء في بلدهم الثاني الكويت، آملًا لهم طيب الإقامة ووافر الصحة والسعادة.
أهمية خاصة
من جانبه، قال وزير خارجية جمهورية طاجيكستان، سراج الدين مهر الدين، خلال المؤتمر إن مرحلة الكويت من عملية دوشانبه تكتسب أهمية خاصة من حيث توسيع نطاقها إلى ما هو أبعد من آسيا الوسطى.
وأضاف مهر الدين أن ممثلي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وخاصة من آسيا الوسطى وأفريقيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا وأجزاء أخرى من العالم، ناقشوا على مدى يومين القضايا الملحة المتعلقة بضمان أمن الحدود في سياق مكافحة الإرهاب والتحديات العالمية الأخرى.
وأشار إلى أن المؤتمر اعتمد "إعلان الكويت بشأن أمن الحدود وإدارتها"، ما يعد دليلاً على تطلع المجتمع الدولي إلى تعزيز التعاون لمكافحة التهديدات والتحديات الحديثة.
وأكد الوزير أن بلاده تولي اهتمامًا خاصًا لتعزيز وتطوير التعاون الدولي، وتطرح باستمرار مبادرات تهدف إلى اتخاذ إجراءات مشتركة ومنسقة لجميع البلدان والمنظمات الدولية المهتمة.
وأعرب عن سعادته بالمشاركة الفعالة لممثلي إدارات مكافحة الإرهاب وأمن الحدود والجيش في الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، "مما يخلق الظروف المواتية لمواصلة تعزيز التعاون الدولي في مكافحة التهديدات الحالية للأمن العالمي".
وتوجه بالشكر إلى سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه على استضافة هذا المؤتمر المهم، معربًا في الوقت ذاته عن تقديره للرئيس إمام علي رحمان، رئيس جمهورية طاجيكستان، على قيادته ودعمه لجهود الأمم المتحدة المستمرة لمكافحة الإرهاب.
منع حركة الإرهابيين
من جهته، قال وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، فلاديمير فورونكوف، خلال المؤتمر إن المرحلة الكويتية من عملية دوشانبه تبشر بسبل جديدة لتعزيز التعاون والشراكة بين مناطق آسيا الوسطى وجامعة الدول العربية وأفريقيا وآسيان.
وقال فورونكوف إن المناقشات تناولت العديد من المجالات الحاسمة، بما في ذلك تعزيز تعددية الأطراف والتعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب، فضلًا عن تعزيز أمن الحدود لمنع حركة الإرهابيين عبر الحدود في مناطقنا.
وأشار إلى أن إحدى إحصائيات الخبراء الرئيسية خلال المناقشات أظهرت أن 40 في المئة من أحداث العنف المرتبطة بالإرهاب تحدث على بعد 100 كيلومتر من الحدود، "حيث بات من الضروري تعزيز آليات أمن الحدود ومنع الإرهابيين من استغلال الثغرات في الأنظمة".
وأضاف أن المشاركين حددوا في المؤتمر عدة إجراءات متابعة رئيسية للوثيقة الختامية بعنوان "إعلان الكويت بشأن أمن الحدود وإدارتها".
وأكد أن الأمم المتحدة ستواصل من خلال المشاريع التي يديرها مكتب مكافحة الإرهاب والكيانات الأخرى مساعدة البلدان على تنفيذ نظم أقوى لمراقبة الحدود، بما في ذلك استخدام القياسات الحيوية وتبادل البيانات في الوقت الحقيقي لمنع تحركات الإرهابيين.
وأكد فورونكوف أن الأمم المتحدة ستتابع الالتزامات التي تم التعهد بها من خلال "إعلان الكويت" وضمان توفير الدعم اللازم للدول الأعضاء.
وكانت أعمال المؤتمر الرفيع المستوى الرابع حول "تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود - مرحلة الكويت من عملية دوشانبه" انطلقت في الكويت أمس الاثنين، بحضور أكثر من 450 مشاركًا بينهم 33 وزيرًا من الدول الأعضاء، إضافة إلى ممثلين عن الوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة و23 منظمة دولية وإقليمية و13 منظمة من المجتمع المدني.