كيف سيؤثر فوز ترامب على تطورات الأحداث في الشرق الأوسط؟
أثار فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية جدلاً واسعاً وتساؤلات حول تأثير ولايته الثانية المحتملة على الأحداث في الشرق الأوسط، خاصة مع اشتعال الأزمات في غزة ولبنان. ويعود ترامب إلى البيت الأبيض في فترة ملتهبة بالأزمات الإقليمية والدولية، مما يطرح تساؤلات عن مدى تأثيره على مشهد السياسة الخارجية الأمريكي في المنطقة.
بحسب مجلة "فورين بوليسي"، فإن ولاية ترامب الثانية قد تواجه تحديات جديدة، من ضمنها النزاعات المستمرة في الشرق الأوسط والحرب في أوكرانيا. وقد أعلن ترامب فوزه في الانتخابات رغم عدم التصريح الرسمي بالنتائج، ووعد خلال حملته بإنهاء الحرب في أوكرانيا دون تقديم خطة مفصلة، كما أن استراتيجياته لتحقيق السلام في الشرق الأوسط لا تزال غير واضحة.
وفيما يتعلق بالصراع في غزة، نقلت "فورين بوليسي" تصريحات ترامب بضرورة إنهاء الحرب، إذ أشار في أغسطس الماضي إلى أنه قال لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "احصل على نصرك لأن القتل يجب أن يتوقف". وأكدت تقارير صحفية أن ترامب طالب نتنياهو بإحلال السلام في غزة ولبنان قبل توليه الرئاسة، وهو أمر يبدو بعيد التحقيق.
كما عبّر ترامب عن انتقاده الشديد لدعوة إدارة بايدن لوقف إطلاق النار، معتبراً أنها تُضعف إسرائيل وتمنح حماس فرصة لإعادة ترتيب صفوفها. ويعكس موقفه الصارم تجاه الملف الإسرائيلي رغبته في تعزيز موقع إسرائيل دولياً، حيث قام خلال ولايته الأولى بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، واعترف بسيادة إسرائيل على الجولان.
ورغم العلاقات الوطيدة التي جمعت ترامب ونتنياهو في ولايته الأولى، إلا أن الأمور توترت بعد تهنئة نتنياهو لجو بايدن بفوزه في انتخابات 2020، مما أثار استياء ترامب، رغم أنه دعا إسرائيل لاحقاً لتحسين صورتها في العلاقات العامة بشأن غزة.
وبالتوازي مع تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، قد تكون سياسة ترامب تجاه طهران أكثر صرامة، حيث دعا مؤخراً إسرائيل لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية قبل أي تحرك آخر. فقد سبق وأن انسحب من الاتفاق النووي وفرض سياسة "الضغط الأقصى" على طهران واغتال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في 2020.
ومع أن ترامب سعى إلى تقليص التدخل العسكري الأمريكي في العراق وأفغانستان، إلا أنه ليس مستبعداً لاستخدام القوة العسكرية لتحقيق أهداف استراتيجية واضحة، وخاصة في ما يتعلق بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، حيث يرى مستشاره السابق، روبرت جرينواي، أن الخيار العسكري قد يكون الوحيد المتبقي لإيقاف طموحات إيران النووية.