ألمانيا: تشيد بخفض التصعيد في أزمة أوكرانيا
بعد ان حشدت روسيا أكثر من 100 ألف جندي على حدودها مع أوكرانيا، أثار اتهامات من الولايات المتحدة ودول أوروبية بأنها تستعد لغزوها.
من المبكر الحديث عن حل قريب، هكذا بدأ المستشار الألماني أولاف شولتس، حديثه عن الازمة الأوكرانية وسط جهود دولية لحلها بأدنى خسائر ممكنة.
كما أشاد المستشار شولتس الأربعاء بالتقدم الأخير الذي تم تحقيقه باتّجاه خفض التصعيد في أزمة أوكرانيا بعد الجهود الدبلوماسية المكثّفة التي تم بذلها في الأيام الأخيرة.
وقال للصحافيين خلال مؤتمر مشترك مع رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن، أن المهمة الأساسية تكمن بضمان الأمن في أوروبا.
وأكد أن روسيا فهمت بأن أي عقوبات ستكون موحدة وجماعية.
قمة دولية في القريب العاجل
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الثلاثاء، أنه يتوقع عقد قمة قريبا مع قادة كل من روسيا وفرنسا وألمانيا، بعدما أجرى محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كييف.
وأكد زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي "نتوقع في المستقبل القريب أن يكون بإمكاننا عقد المحادثات المقبلة بين قادة صيغة النورماندي الرباعية"، في إشارة إلى المفاوضات الرامية لوضع حد للنزاع في شرق أوكرانيا.
خفض التصعيد علي الابواب
ويرى ماكرون أن تحقيق تقدم في المحادثات بين كل من موسكو وكييف بات "ممكنا". وأكد بعد محادثاته مع الرئيسين الروسي والأوكراني أن تحقيق تقدّم باتّجاه خفض التوتر بات متاحا.
واعتبر أن إمكانية دفع المفاوضات قدما بين روسيا وأوكرانيا أضحت متاحة، مضيفا أنه يرى "حلولا ملموسة وعملية" لخفض التوتر بين موسكو والغرب.
صراع منذ قديم الازال
وتتوالى الاتهامات لموسكو بحشد أكثر من مئة ألف جندي على الحدود الأوكرانية بهدف شنّ هجوم أو غزو، منذ نهاية 2021.
لكنّ روسيا تنفي أي مخطط من هذا القبيل، مطالبةً في الوقت نفسه بضمانات خطّية لأمنها، بينها رفض انضمام أوكرانيا إلى الناتو ووقف توسّع الحلف شرقًا، ما يرفضه الأخير.
وتعود جذور الصراع بين كييف وموسكو إلى سنوات مضت، إذ انطلق منذ العام 2014، حين شهد الشرق الأوكراني حرباً بين القوات الأوكرانية وانفصاليين موالين لروسيا، اتُهم الكرملين برعايتهم ودعمهم عسكريا وماليا. وفي العام نفسه، ضمت موسكو شبه جزيرة القرم إلى أراضيها، لتشعل مزيدا من التوتر بين الطرفين.
ويعتبر الملف الأوكراني بمثابة "الشوكة" في خاصرة الروس، الذين يشككون دوما في نوايا كييف، فيما تتخوف الأخيرة باستمرار من تكرار تجربة ضم جزيرة القرم واجتياح أراضيها، مكررة في الوقت عينه أن لها الحرية المطلقة بالانضمام للناتو، ما يشكل حساسية كبرى للكرملين.