دراسة صادمة.. تغير المناخ قد يودي بحياة 30 مليون شخص بحلول نهاية القرن
حذرت دراسة جديدة أعدها باحثون من معهد ماكس بلانك للكيمياء من أن تغير المناخ وتلوث الهواء قد يتسببان في وفاة نحو 30 مليون شخص بحلول عام 2100. استخدم الفريق البحثي محاكاة رقمية متقدمة لتقدير الوفيات الناتجة عن درجات الحرارة القصوى وتلوث الهواء، في إطار تحذير عالمي من التداعيات الصحية الكارثية للتغير المناخي.
وفيات الحرارة وتلوث الهواء في تزايد
وفقًا للدراسة، توفي حوالي 1.6 مليون شخص سنويًا بسبب تأثيرات الحرارة الشديدة أو البرد القارس في عام 2000. وتشير التقديرات إلى أن هذا الرقم قد يرتفع إلى 10.8 مليون حالة وفاة سنويًا بحلول نهاية القرن، ما يمثل زيادة تصل إلى سبعة أضعاف.
أما تلوث الهواء، فقد أودى بحياة 4.1 مليون شخص سنويًا في عام 2000، ومن المتوقع أن يقفز الرقم إلى 19.5 مليون حالة وفاة سنويًا بحلول عام 2100، أي بزيادة خمسة أضعاف.
تفاوت التأثيرات بين المناطق
أوضحت الدراسة أن تأثيرات تغير المناخ ستختلف باختلاف المناطق حول العالم. المناطق الأكثر تضررًا ستكون جنوب وشرق آسيا، حيث يؤدي مزيج من شيخوخة السكان واستمرار تلوث الهواء إلى ارتفاع كبير في معدلات الوفيات.
وفي الدول ذات الدخل المرتفع، مثل الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، ستتفوق الوفيات الناتجة عن الحرارة الشديدة على تلك الناجمة عن تلوث الهواء. هذا التحول بدأ يظهر بالفعل في دول مثل اليابان وفرنسا والمملكة المتحدة.
تحذيرات وتوصيات
الدكتورة أندريا بوزر، قائدة الدراسة، أكدت أن تغير المناخ يمثل "تهديدًا مباشرًا للصحة العامة". وأضاف جان سياري، مدير مركز أبحاث المناخ والغلاف الجوي في معهد قبرص، أن هذه النتائج "تؤكد الحاجة إلى اتخاذ تدابير عاجلة لتخفيف آثار تغير المناخ وإنقاذ الأرواح".
الأمم المتحدة: ارتفاع متوقع في درجات الحرارة
يأتي هذا التقرير بعد تحذير أصدرته الأمم المتحدة بشأن ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 3.1 درجة مئوية بحلول نهاية القرن إذا لم تتغير سياسات مكافحة تغير المناخ الحالية.
الدراسة دعت إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتقليل انبعاثات غازات الدفيئة والحد من آثار تغير المناخ. وأكدت أن التعاون الدولي القوي يمكن أن يساهم في حماية الأرواح وتجنب أسوأ السيناريوهات المناخية في المستقبل.