دولة الكويت الكبيرة تفتح أبوابها للاشقاء اليوم.. انطلاق أعمال القمة الخليجية الـ45 وسط تطلعات تعزيز التعاون وترسيخ مسارات التنمية
كعادة دولة الكويت الكبيرة، في المحافل الدولية والإقليمية والخليجية وحتى المحلية، تفتح أبواب بكل حرب وترحاب لاستقبال الأشقاء لتعبر عن مبادئ راسخة وضع لبنتها الأولى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رحمه الله، ويستكملها أبناءه من بعده.
فاليوم تنطلق من دولة الكويت أعمال القمة الخليجية الـ45 لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، وسط تطلعات لتعزيز التعاون الخليجي المشترك وترسيخ مسارات التنمية المستدامة والأمن والاستقرار في المنطقة.
وتسعى القمة الخليجية وهي الثامنة التي تستضيفها دولة الكويت إلى مواصلة البناء على ما تحقق من إنجازات ورسم ملامح مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا إلى جانب التنسيق المكثف واتخاذ مواقف موحدة لمواجهة التهديدات المتصاعدة بالمنطقة.
محاور القمة وأولوياتها
تبحث القمة التي تستضيفها الكويت للمرة الثامنة مجموعة من القضايا الحيوية، أبرزها: تعزيز الأمن الإقليمي: مواجهة التهديدات المتزايدة وتحقيق الاستقرار.
التكامل الاقتصادي: تطوير السوق الخليجية المشتركة وتعزيز مشاريع الربط البيني في مجالات البنية التحتية والطاقة.
التحول الرقمي: مناقشة سبل التعاون في التكنولوجيا والابتكار.
القضايا السياسية: مستجدات الوضع في فلسطين، الأزمات في لبنان وسوريا، وأوضاع اليمن.
كما تشمل المحاور مناقشة العلاقات مع القوى الدولية، وتنسيق مواقف موحدة لمواجهة التحديات العالمية.
القضية الفلسطينية في صدارة المناقشات
أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، أن القضية الفلسطينية على رأس أولويات القمة، مشيرًا إلى دعم المجلس الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني، ومطالبته المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لإنهاء معاناة الفلسطينيين.
وأضاف البديوي أن جهود وقف إطلاق النار في لبنان يجب أن تمتد لتشمل غزة، مشددًا على أهمية التوصل إلى حل الدولتين كخيار استراتيجي للسلام.
استعدادات مكثفة وتنسيق إعلامي
أجرت الكويت استعدادات شاملة لاستضافة القمة، بما في ذلك إقامة مركز إعلامي متكامل لتغطية الحدث، حيث أكد وزير الإعلام الكويتي عبد الرحمن المطيري حرص بلاده على تنظيم قمة تعكس مكانتها الإقليمية والعلاقات الخليجية التاريخية.
وقال المطيري عبر منصة "إكس": "نحن حريصون على تقديم تغطية إعلامية تليق بمكانة الكويت الإقليمية وتعزز من روح التعاون الخليجي".
دلالات القمة وأهميتها
تأتي القمة الخليجية الـ45 في وقت حساس تمر به المنطقة، حيث تواجه تحديات أمنية وسياسية واقتصادية متسارعة. ويؤكد انعقادها في الكويت الدور المحوري لدولة الكويت في تعزيز الحوار والعمل المشترك ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي.
وكانت القمة السابقة التي استضافتها قطر قد شهدت إصدار "إعلان الدوحة"، الذي ركز بشكل خاص على دعم القضية الفلسطينية وإدانة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في تأكيد لدور دول الخليج في الدفاع عن الحقوق العربية والإسلامية.
نحو مستقبل أكثر استقرارًا
تسعى القمة الحالية إلى استكمال مسيرة التعاون الخليجي، مع التركيز على وضع خطط متكاملة للتنمية المستدامة، وتعزيز الحضور الخليجي على الساحة الدولية كشريك استراتيجي موثوق في تحقيق الأمن والسلم الدوليين.