وكالة الفضاء الأوروبية تطلق أول كسوف صناعي لفك ألغاز الشمس

وكالة الفضاء الأوروبية تطلق أول كسوف صناعي لفك ألغاز الشمس

تستعد وكالة الفضاء الأوروبية لإطلاق مهمة "بروبا-3"، التي تعد الأولى عالميًا في تحقيق كسوف شمسي صناعي، بهدف استكشاف أسرار الشمس وطقس الفضاء، إلى جانب دراسة حزام الإشعاع المحيط بالأرض. تشكل هذه المهمة نقلة نوعية في علوم الشمس والفضاء.

كيف يعمل الكسوف الصناعي؟

بينما يحدث الكسوف الطبيعي عند مرور القمر بين الأرض والشمس، ستستخدم مهمة "بروبا-3" قمرين صناعيين لتحقيق تأثير مماثل. يدور القمران حول الشمس بمسافة فاصلة تبلغ 150 مترًا، وهي مسافة مدروسة بعناية لإنتاج ظل يسمح بمراقبة الغلاف الخارجي للشمس المعروف بالتاج الشمسي.

يتميز القمران بقدرتهما على تحديد المواقع بدقة تصل إلى الملليمتر، وهو إنجاز غير مسبوق، ما يتيح مراقبة الشمس بتفاصيل دقيقة لم تكن ممكنة في السابق.

أهداف "بروبا-3" العلمية

تركز المهمة على دراسة خمسة ألغاز رئيسية في علوم الفضاء، وهي:

سبب سخونة التاج الشمسي

رغم أن التاج الشمسي هو الطبقة الخارجية للشمس، إلا أنه أكثر سخونة بملايين الدرجات من سطحها. باستخدام جهاز "أسبيك" (ASPIICS)، ستدرس "بروبا-3" التغيرات الحرارية والبلازمية في التاج الشمسي، لفهم هذا اللغز الذي طالما حيّر العلماء.

تسارع الرياح الشمسية

الرياح الشمسية هي تيار من الجسيمات المشحونة التي تطلقها الشمس. ستبحث المهمة كيفية تسريع هذه الرياح، خاصة عالية الطاقة، عبر الهياكل المغناطيسية مثل الثقوب التاجية، ما يساهم في فهم تأثيرها على طقس الفضاء والعواصف المغناطيسية الأرضية.

آلية الانبعاثات الكتلية التاجية (CMEs)

تؤدي هذه الانبعاثات الشمسية الضخمة إلى اضطرابات في أنظمة الاتصالات والشبكات الكهربائية على الأرض. ستقوم "بروبا-3" بدراسة كيفية انطلاق هذه الانبعاثات وتفاعلها مع الهياكل الشمسية الأخرى.

سلوك الإلكترونات في أحزمة الإشعاع الأرضي

توفر المهمة فرصة لدراسة الإلكترونات عالية الطاقة التي تهدد الأقمار الصناعية ورواد الفضاء. ستساهم القياسات الدقيقة في فهم سلوك هذه الجسيمات خلال الأحداث الشمسية.

تغير إنتاج الطاقة الشمسية مع الزمن

باستخدام جهاز "درا" (DARA)، ستراقب "بروبا-3" الإشعاع الشمسي لتقييم تأثيره على مناخ الأرض وتحسين نماذج التغيرات المناخية.

تأثير المهمة على علوم الفضاء

تمثل "بروبا-3" خطوة جريئة نحو فهم العلاقة بين الشمس والأرض، وتطوير تقنيات مبتكرة لدراسة الظواهر الشمسية بطرق غير مسبوقة. تعد هذه المهمة بتقديم رؤى جديدة قد تسهم في حماية الأرض من تأثيرات طقس الفضاء، إلى جانب دعم البحوث المتعلقة بتغير المناخ.

بينما تنطلق "بروبا-3" في رحلتها الطموحة، يترقب العالم ما ستكشفه من أسرار تسهم في إثراء معرفتنا بالكون.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | تويتر | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

أهم الأخبار