إسبانيا تكشف عن استراتيجيتها لتعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية
كشفت إسبانيا، اليوم الخميس، عن استراتيجيتها لتعزيز علاقاتها مع الدول الإفريقية وإقامة شراكات قائمة على الحوار المستمر الذي يرتكز على "الاحترام والمنفعة المتبادلة".
وقدّم رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، هذه الاستراتيجية خلال فعالية أقيمت في قصر لا مونكلوا الرئاسي في مدريد، بحضور الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي ورئيس موريتانيا، محمد ولد الشيخ الغزواني، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي، ورئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، عمر توراي.
وأشار سانشيز إلى أن الاستراتيجية الجديدة، التي تحمل عنوان إسبانيا-إفريقيا 2025-2028، تأتي ضمن إطار علاقة استراتيجية تهدف إلى تعزيز العلاقات بين الجانبين في عالم شديد التعقيد، في ظل تحديات مشتركة.
وأوضح أن القارة الإفريقية، التي أصبحت أكثر وعيًا بثقلها الدولي، تمر بلحظة تحول اقتصادي وسياسي واجتماعي تدفعها للعب دور أكبر في المجتمع الدولي. وأكد رغبة إسبانيا في بدء حقبة جديدة في علاقتها مع إفريقيا، تقوم على أساس المساواة ومبدأ الاحترام والمنفعة المتبادلة، مع اعتبار البلدان الإفريقية شركاء استراتيجيين يتمتعون بقدرات قيادية وروح فاعلة.
وأضاف أن الاستراتيجية تراعي التحولات الكبرى التي شهدتها القارة، ولن تقتصر، كما كان الحال مع الخطط السابقة، على منطقة جنوب الصحراء الكبرى، بل ستولي اهتمامًا خاصًا لشمال إفريقيا وغربها.
وبيّن سانشيز أن الاستراتيجية تشمل 100 إجراء، وتندرج تحت خمسة أهداف استراتيجية، منها: تعزيز العلاقات لتسهيل العمل المشترك، وتحقيق التنمية المستدامة في إفريقيا، مع التركيز على الشباب وربط المجتمعات والاقتصادات في إفريقيا وإسبانيا والعالم، بالإضافة إلى ضمان سلامة السكان وتعزيز التعايش في مجتمعات منفتحة ذات مؤسسات قوية وشاملة.
وتتضمن التدابير تعزيز الحوار السياسي والتعاون الإنمائي، إلى جانب تعزيز العلاقات التجارية والاستثمار الإسباني. كما تنص على إنشاء مجلس استشاري بشأن إفريقيا ضمن وزارة الخارجية الإسبانية، وتعزيز الحضور الدبلوماسي الإسباني عبر شبكة السفارات والقنصليات، بالإضافة إلى تعميق الحوار والمعرفة بالواقع الإفريقي من خلال المراكز الثقافية في إسبانيا.
وتضم الاستراتيجية إطلاق مبادرات مثل "تحالف إفريقيا تتقدم" في السنغال لدعم الاستثمار الإسباني وتوفير فرص عمل جديدة، والاستفادة من الفرص الاستثمارية التي تتيحها مبادرة البوابة العالمية للمشاريع في إفريقيا، إلى جانب دعم إصلاح الهيكل المالي الدولي وتعزيز مشاركة إفريقيا في الحصول على التمويل.
كما تتضمن الخطة تعزيز التعاون بين الجامعات ومراكز البحث، وزيادة المنح الدراسية للتعليم العالي والتدريب المهني للشباب الأفارقة، والتوسع في برامج التنقل والهجرة الدائرية مع بلدان غرب إفريقيا والمغرب العربي بما يعود بالنفع على بلدان المنشأ والمقصد.كذلك، تهدف الخطة إلى تعزيز التعاون في مجالات الأمن والصحة والتعليم والتغذية للجميع.
وفي هذا السياق، أكد سانشيز أن إسبانيا ستواصل دعمها للدول والمنظمات الإقليمية للحفاظ على السلام والأمن، ومكافحة الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة والاتجار بالبشر، إلى جانب مواجهة التحديات المناخية والبيئية.
وستتم متابعة تنفيذ الاستراتيجية عبر آليات تنسيق محددة، بما في ذلك اللجنة المشتركة بين الوزارات للشؤون الإفريقية، التي ستجتمع نصف سنويًا على المستوى الوزاري برئاسة وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس.
يُذكر أن مراسم الإعلان عن الاستراتيجية شهدت مشاركة وزير الاقتصاد والتخطيط والتعاون في حكومة السنغال، عبد الرحمن سار، ووزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، إضافة إلى أعضاء السلك الدبلوماسي الإفريقي والأوروبي المعتمدين في إسبانيا، وأعضاء آخرين في الحكومة الإسبانية، وأكاديميين، وممثلي قطاع الأعمال والمجتمع المدني الذين لديهم روابط بالقارة الإفريقية.