مسؤول أممي: الكويت تظهر الدور الحاسم للمرأة في بناء اقتصادات مرنة داعمة للتنمية
أكدت ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم في دولة الكويت غادة الطاهر اليوم الأحد أن دولة الكويت تظهر بشكل متزايد الدور الحاسم للمرأة في بناء اقتصادات مرنة تدعم التنمية الوطنية للأجيال القادمة.
جاء ذلك في كلمة ألقتها الطاهر في حلقة نقاشية نظمتها بعثة الأمم المتحدة بالتعاون مع وزارة الخارجية والسفارة الفرنسية لدى البلاد تحت عنوان (التصدي للعنف ضد المرأة - تبادل أفضل التجارب) بمناسبة الحملة العالمية السنوية (16 يوما من النشاط لمناهضة العنف ضد المرأة).
وقالت الطاهر إن الحملة هي لتعزيز بناء مستقبل خال من العنف وخلق فرص للمرأة وتمكينها في العمل والمجال الاقتصادي عبر إصلاح القوانين التمييزية ومناهضة الأعراف الاجتماعية المقيدة لتوسيع نطاق حضورها في المجال العام.
وذكرت أنه وفقا لهيئة الأمم المتحدة للمرأة فإن "نحو 736 مليون امرأة - بمعدل واحدة من كل ثلاث نساء تبلغ أعمارهن 15 عاما فما فوق - تعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي مرة واحدة على الأقل في حياتهن الذي كان له انعكاسات سلبية على الصحة العقلية والجسدية والإنجابية" مؤكدة أن الحملة اليوم تحمل رسالة بضرورة وقف العنف القائم على النوع الاجتماعي. من جانبها قالت مساعد وزير الخارجية لشؤون حقوق الإنسان السفيرة الشيخة جواهر إبراهيم دعيج الصباح في كلمة مماثلة إن دولة الكويت تشارك المجتمع الدولي في إحياء الحملة انطلاقا من قيمها الإسلامية المؤكدة على احترام المرأة وصون كرامتها.
وأضافت الشيخة جواهر الصباح أن دولة الكويت تعرب عن قلقها من تنامي ظاهرة العنف ضد المرأة حول العالم خصوصا في مناطق الصراعات والحروب والأزمات الإنسانية إذ تشير الإحصائيات إلى أن 70 بالمئة من النساء في تلك المناطق هن ضحايا للعنف القائم على النوع الاجتماعي مشددة على ضرورة تضافر الجهود الدولية للتصدي لهذه الظاهرة وبناء مجتمع عادل يعزز من تمكين المرأة.
وذكرت أن دولة الكويت حرصت أيضا على دعم وتمكين المرأة من خلال بناء منظومة تشريعية متكاملة إلى جانب الجهود الحكومية والمجتمعية والذي أثمرت إصدار قانون الحماية من العنف الأسري رقم 16 لسنة 2020 الذي وضع الأسس القانونية لحماية الأسرة وحقوق المرأة.
وبينت أن من جهود البلاد أيضا إنشاء مراكز إيواء لضحايا العنف الأسري لتقديم المساعدة النفسية والاجتماعية والقانونية علاوة على إطلاق خطوط ساخنة لاستقبال البلاغات وضمان السرية التامة وتقديم الدعم الفوري للنساء وتوفير الحماية الفورية لهن.
ولفتت إلى أن دولة الكويت تولي أهمية بالغة للتعاون مع منظمات المجتمع المدني لنشر الوعي بأهمية مكافحة العنف ضد المرأة وضرورة تأمين الحماية لهن مؤكدة التزام البلاد بتعزيز مكانة المرأة وحمايتها من كل أشكال العنف بما يعكس صورة الكويت الرائدة في منطقة الشرق الأوسط كراعية لحقوق الإنسان.
وأعربت الشيخة جواهر الصباح عن اعتزازها بتصنيف الكويت كأكثر الدول أمانا في العالم وفق تقرير القانون والنظام العالمي لعام 2023 ومؤشر مؤسسة (غالوب) لعالم 2024 "إذ تشير الإحصائية إلى أن 99 بالمئة من سكان الكويت يشعرون بالأمان".
بدوره أكد السفير الفرنسي لدى البلاد أوليفييه جوفين أهمية مكافحة العنف ضد المرأة سواء كان العنف جسديا أو نفسيا أو اقتصاديا أو رقميا إذ يشكل انتهاكا للحقوق الإنسانية الأساسية مشددا على ضرورة إنهائه باعتباره خطوة لبناء مجتمعات أكثر عدالة وأمانا.
وبين السفير الفرنسي أن القضاء على العنف ضد المرأة يستلزم عملا جماعيا بمشاركة الحكومات والمنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد موضحا أن فرنسا تعمل كشريك مع دولة الكويت والمجتمع المدني لضمان حماية المرأة وتعزيز حقوقها.
وتعد الحملة الدولية (16 يوما من النشاط لمناهضة العنف ضد المرأة) مبادرة عالمية تهدف إلى مكافحة العنف ضد النساء والفتيات وتم إنشاؤها في أول معهد للقيادة العالمية للمرأة عام 1991 فيما تقام الحملة سنويا من 25 نوفمبر (اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة) إلى 10 ديسمبر (يوم حقوق الإنسان).