رئة العالم تنهار.. يناير يشهد كارثة جديدة بحق غابات الامازون فهل تنتقم؟
تعد غابات الامازون المنتشرة قي عدد من دول العالم هي رئة العالم والقادرة على تنقية الهواء من الملوثات، ولكن عمليات قطع الأشجار بدأت منذ سنوات طويلة لتحدث خلل كبير في المناخ العالمي.
وتسهم غابات البرازيل المطيرة الشاسعة في امتصاص كميات كبيرة من غازات الدفيئة من الغلاف الجوي - في عملية تُعرف باسم "بالوعة الكربون"، ولكن مع قطع المزيد من الأشجار، تتقلص قدرة الغابات على امتصاص الانبعاثات.
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فانه عادة ما تتباطأ عملية قطع الأشجار في يناير لأن الأمطار تعوق حركة الخشّابة في الغابات، ولكن فاقت أعداد الأشجار المقطوعة من غابات الأمازون البرازيلية في يناير الماضي نظيرتها في الشهر نفسه من العام السابق بفارق كبير.
وكشفت صور التقطتها أقمار اصطناعية على أن بقعة الأشجار المقطوعة هذه المرّة تعادل خمسة أمثال نظيرتها في العام السابق - في أعلى حصيلة قطْع للأشجار في يناير منذ بدء التسجيل في عام 2015.
ووجه أنصار البيئة وعلماؤها اتهامات جديدة لرئيس البرازيل يائير بولسونارو بالسماح بتسريع معدلات إزالة الغابات التي تعد حمايتها أمرًا ضروريا إذا ما كنا نبحث عن حلّ لمسألة التغير المناخي.
وتُقطع الأشجار للاستفادة من أخشابها، فضلاً عن إخلاء مساحات لزراعة محاصيل غذائية تطلبها شركات أغذية حول العالم.
وخلال قمة التغير المناخي الأخيرة "كوب 26" والتي عقدت في مدينة غلاسكو العام الماضي، تعهّدت حكومات أكثر من 100 دولة بوقف عمليات إزالة الغابات بحلول عام 2030.
واثارت الصور التي التقطتها أقمار اصطناعية تابعة لوكالة الفضاء البرازيلية نفسها، تساؤلات حول مصداقية الحكومة البرازيلية في تعهداتها بحماية غاباتها المطيرة الشاسعة.
وترى كريستيان مازيتي من منظمة السلام الأخضر في البرازيل أن "البيانات الجديدة تكشف من جديد كيف تتناقض أفعال الحكومة [البرازيلية] مع حملاتها التسويقية لحماية البيئة".
وطالبت منظمة السلام الأخضر الأسواق الكبرى في المملكة المتحدة وغيرها إلى عدم التعامل مع مموّلي الأخشاب ممن يسهمون في عملية إزالة الغابات وعدم تزويدهم بمنتجات اللحوم والألبان.
وبلغ إجمالي مساحة بقعة الأشجار المقطوعة في يناير حوالي 430 كيلو مترا مربعا - أكثر من سبعة أمثال مساحة مانهاتن، في نيويورك.
ومن غير المعتاد قطْع أعداد كبيرة من الأشجار في بداية العام، ذلك أن موسم الأمطار عادة ما يعوق حركة جامعي الأخشاب في الغابات كثيفة الشجر، لكن الرئيس بولسونارو يُسهم في إضعاف عمليات حماية البيئة، إذ يرى أن الحكومة ينبغي أن تستغل مناطق الغابات في الحد من الفقر.