بعد اتهامها عدد من المواطنين بالتجسس لصالح إيران.. ما حجم اختراق دولة الاحتلال الإسرائيلية من الداخل؟
كشف تقرير حديث عن تصاعد مخاوف الاختراق الأمني داخل إسرائيل، بعد اعتقال أكثر من 30 مواطناً إسرائيلياً على مدار العام الماضي بتهمة تنفيذ مهام تجسسية لصالح إيران. أحدث هذه القضايا تتعلق بخلية مكونة من سبعة إسرائيليين في حيفا، متهمة بتصوير مواقع عسكرية حساسة، بما في ذلك قاعدة "نيفاتيم" الجوية، وتزويد إيران بمعلومات استخباراتية خطيرة.
اختراق في العمق الإسرائيلي
بحسب شبكة "سي إن إن"، فإن المعتقلين ليسوا جواسيس مدربين تقليديًا، بل أشخاص يعانون من أوضاع مالية صعبة، ما سهّل استغلالهم. ورغم مظهرهم العادي، زُعم أنهم قدموا لإيران معلومات ساعدتها في تعزيز قدراتها الاستهدافية.
تتزامن هذه الاعتقالات مع تقارير أخرى عن محاولات إيرانية لاغتيال شخصيات إسرائيلية بارزة، منها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، ما يكشف عن تحول خطير في أساليب إيران لتعزيز نفوذها الاستخباراتي داخل إسرائيل.
صدمة في الأوساط الإسرائيلية
قيادة التحقيقات أشارت إلى أن هذا العدد من الاعتقالات غير مسبوق، حيث كانت الحالات المماثلة في العقود الماضية تعدّ على أصابع اليد الواحدة. ما يثير القلق أكثر أن غالبية المعتقلين من اليهود الإسرائيليين، مما أدى إلى صدمة في مجتمع يعتبر الولاء الوطني ركيزة أساسية.
جار أحد المتهمين في حيفا، ليونيد جورباتشوفسكي، وصف الأمر بأنه "رعد في سماء صافية"، مؤكداً أن المتهم كان شخصاً عادياً لا يثير أي شكوك، حتى لحظة اقتحام الشرطة لشقته والعثور على كميات كبيرة من الأموال.
تحذيرات من المبعوث الأمريكي
تتزامن هذه التطورات مع تحذيرات أطلقها المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو، الذي أشار إلى مخاطر تصاعد الأزمات الإقليمية التي قد تعمق مثل هذه الاختراقات.
دلالات مقلقة
تشير هذه القضايا إلى تصعيد في المواجهة الاستخباراتية بين إيران وإسرائيل، وتعكس تغيّر تكتيكات إيران لتجنيد عملاء من داخل إسرائيل، مما يعيد تشكيل مفهوم الأمن القومي الإسرائيلي.
بينما تواصل السلطات الإسرائيلية تحقيقاتها، تزداد الضغوط لتحسين الإجراءات الأمنية ومراجعة أساليب الاستخبارات لضمان عدم تكرار هذه الاختراقات.