هيومن رايتس واتش تحذر الهند من اضطهاد المسلمين: الانقسامات الطائفية تغزو البلاد
حذرت منظمة "هيومن رايتس واتش" في تحدث تقرير لها من الاضطهاد الديني في الهند واستهداف المسلمات المحجبات في اخد الولايات، والتي تكشف عن الانقسامات الطائفية في الهند، والتي تغذيها بشكل متزايد الحملات السياسية الخلافية، والتي أدت بدورها إلى إغلاق مؤقت للمدارس والكليات في الولاية بسبب قضية حظر الحجاب.
وقالت المنظمة "هيومن رايتس ووتش"، إنّ "هذه الخلافات شديدة لدرجة أنّها أدت إلى إغلاق مؤقت للمدارس في الولاية بسبب قضية الحجاب"، مضيفة: إنّ "قيود الحكومة على ارتداء الحجاب في المدارس والكليات تنتهك التزامات الهند بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، الذي يضمن الحق في التعبير بحرية عن معتقداته الدينية، وحرية التعبير، والتعليم دون تمييز. وتنظر محكمة في ولاية كارناتاكا في التماسات تطعن في الحظر."
وجاء تقرير المنظمة بعد أسبوع من إغلاق الكليات في كارناتاكا بجنوب الهند، حبث تسبب منع الطالبات من ارتداء الحجاب في القاعات الدراسية إلى اندلاع احتجاجات من قبل الطلاب المسلمين واحتجاجات مضادة من قبل أقرانهم من الهندوس، وجاء حظر الحجاب في إطار سياسة تفرض الالتزام بزي موحد للطالبات.
ولفتت المنظمة إلى أنّ حكومة ولاية كارناتاكا أيدت الحظر المفروض على الطالبات المسلمات من ارتداء الحجاب في الفصول الدراسية، بدعوى أنّه من أجل السلامة العامة، وقد لجأ العديد من الهنود إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن آراء تمييزية وكارهة للمرأة.
وشددت المنظمة على أنّه "يجب اعتبار المناقشات حول اختيار الطلاب للملابس شكلاً آخر من أشكال حرمان النساء والفتيات من حق التصويت في الهند، بغض النظر عن العقيدة."
وتعتبر الأقلية المسلمة في الهند، التي تمثل نحو 13% من سكان البلاد، القضية أنّها محاولة لتهميشها من قبل السلطات.
ويستمد الحزب الحاكم دعمه بشكل أساسي من الأغلبية الهندوسية التي تشكل نحو 80% من سكان الهند البالغ عددهم (1، 4) مليار نسمة تقريباً.
الاعتداء الجنسي والحجاب
ووجهت المنظمة الحقوقية دعوة ضمنية للتوقف عن لوم ضحية الاعتداء الجنسي والتحرش، مشيرة إلى أنّ المجتمع الهندي يلقي باللوم على النساء لكونهن أهدافاً للاعتداء الجنسي بسبب اختيارهن للملابس، وأنّ العديد من المؤيدين بشدة لحظر الحجاب يدعمون حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، الذي دعا بعض قادته في السابق إلى حظر الجينز والتنانير، وقالوا إنّ عمليات الاغتصاب لا تحدث عندما يمارس الناس "القيم التقليدية".
وتناولت المنظمة، في المقابل، موقف بعض المسلمين المحافظين الذين يصرّون على أنّ الحجاب يحمي النساء من التحرش الجنسي، الرأي الذي يتوافق مع وجهة نظر المجتمع الهندي الذي يلوم النساء على كونهن أهدافاً للاعتداء الجنسي بسبب اختيارهن للملابس، على حدّ قول المنظمة.
وجاء التقرير بعد أسبوع من إغلاق الكليات في ولاية كارناتاكا بجنوب الهند، بعد أن أدّى منع الطالبات من ارتداء الحجاب في القاعات الدراسية إلى اندلاع احتجاجات من قبل الطلاب المسلمين واحتجاجات مضادة من الهندوس
وفي هذا الصدد، قالت هيومن رايتس ووتش: إنّ "حظر ارتداء الملابس الدينية، أو إجبار النساء والفتيات على ارتداء ملابس بطريقة معينة، يقوّض حقهن في اختيار ملابسهن"، مضيفة: إنّ "الحجة القائلة بأنّ ملابس النساء هي إمّا حماية وإمّا استفزاز في حالات الاعتداء الجنسي هي شكل من أشكال لوم الضحية، ممّا يوفر عذراً سهلاً لتجنب المهمّة الصعبة المتمثلة في إنشاء آليات فعالة لمنع العنف ضد النساء والفتيات والاستجابة له ومعاقبة مرتكبيه، بطريقة تدعم الناجين.