القمة الـ11 للدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي بالقاهرة تؤكد على أهمي الاستثمار في الشباب

القمة الـ11 للدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي بالقاهرة تؤكد على أهمي الاستثمار في الشباب

عقدت، اليوم، أعمال القمة الحادية عشرة للدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، بالعاصمة المصرية القاهرة، تحت عنوان "الاستثمار في الشباب ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة: نحو تشكيل اقتصاد الغد"، بحضور قادة الدول الأعضاء بالمنظمة، وعدد من قادة الدول النامية والمنظمات الإقليمية والدولية.

وخلال الجلسة الأولى للقمة، تسلم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الرئاسة الدورية للمجموعة من بنجلاديش، حيث أكد في كلمة افتتاحية سبل تعزيز التعاون بين الدول النامية لمواجهة التحديات الدولية، مشيرا إلى تركز المناقشات على الاستثمار في الشباب، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، كونها تعد قاطرة حقيقية للتنمية في الدول النامية.

تحديات وأزمات

ونوه إلى انعقاد القمة في وقت يشهد فيه العالم، ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، تحديات وأزمات غير مسبوقة تحتل فيها الصراعات والحروب صدارة المشهد، وتسود فيه كذلك الحمائية الاقتصادية والتجارية وازدواجية المعايير، معتبرا أن أبرز الشواهد على ذلك هو استمرار الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في تحد لقرارات الشرعية الدولية، وما يصاحب ذلك من خطورة وتهديد بامتداد الصراع لدول أخرى، مثلما حدث مع لبنان وصولا إلى سوريا التي تشهد تطورات واعتداءات على سيادتها ووحدة أراضيها، مع ما قد يترتب على احتمالات التصعيد واشتعال المنطقة.

وأبرز أن الدول النامية تواجه تحديات جسيمة تعيق تحقيق تطلعات شعوبها نحو الرخاء والتنمية، مبينا أنه مع نقص التمويل وتفاقم الديون وتوسع الفجوة الرقمية والمعرفية وارتفاع معدلات الفقر والجوع والبطالة، خاصة في أوساط الشباب، تجد الدول النامية نفسها في صعوبة بالغة لتحقيق التقدم والنمو على نحو مقبول، مشددا على أن مواجهة تلك التحديات المركبة تتطلب تضافر الجهود لتعزيز التعاون المشترك وتنفيذ مشروعات ومبادرات مشتركة، في مختلف المجالات".

دعم الشباب

من جانبه، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن أمله في أن تعطي القرارات الصادرة عن القمة نظرة شاملة واستراتيجية واثقة للمستقبل وللتعافي من الأزمات العالمية، مؤكدا ضرورة دعم الشباب والمشاريع الصغيرة من أجل النمو الاقتصادي، وتبني الدول الأعضاء السبل التي تكفل تمكين الشباب.

وأبرز ما تمتلكه مجتمعات الدول الثماني من ميزة كبيرة تتمثل في أن الأغلبية العظمى من سكانها هم من الشباب بخلاف دول أخرى، داعيا إلى إدماج الشباب في المشاريع ودعمهم في كافة المهارات الرقمية وفي قدرات ريادة الأعمال الخاصة بهم، ومؤكدا أهمية تحقيق تمكين اقتصادي من أجل بنية شاملة تدعم استخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في كافة القطاعات، حيث لا تأتي الحلول إلا من السياسة فحسب، وإنما أيضا من الاقتصاد، عبر خطط للتعافي من الأزمات، ومواكبة المنظمات الدولية للمستجدات العالمية.

استخدام الذكاء الاصطناعي

من جانبه، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أهمية دعم الشراكات بين دول المنظمة وتنفيذ الاستراتيجيات التي تمكن الشباب وتدعم قدراتهم، لافتا إلى أن القمة تسعى لتمكين الرواد الشباب بدول المنظمة من خلال دعم جهودهم في هذا الشأن.

وشدد بزشكيان على ضرورة تبني المرونة والحكمة المشتركة واستخدام الذكاء الاصطناعي كونه يمثل أمرا بالغ الأهمية، مقترحا أن تصدر القمة بعض التوصيات بخصوص أهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة لدعم مرونة الدول الأعضاء في الاقتصاد.

استثمار طاقة الشباب

بدوره، اعتبر السيد شهباز شريف رئيس وزراء باكستان، أن القمة الـ11 لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي تعقد في وقت صعب، لافتا إلى أنها ستركز على دعم الشباب من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب السعي لتقليل نسب البطالة من خلال إيجاد نظم اقتصادية شاملة، مع ضرورة استثمار طاقة الشباب وتمكينهم عبر برامج مختلفة.

وفيما يخص الوضع في قطاع غزة، شدد شريف على ضرورة وقف إطلاق النار، معتبرا أنه دون وقف الحرب في غزة لن يتحقق الاستقرار في المنطقة والعالم، لافتا إلى أن هناك أخطارا كبيرة للتوغل الإسرائيلي في المنطقة.

التعاون الاقتصادي

إلى ذلك، أكد الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، أهمية التعاون بين أعضاء مجموعة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، وتحقيق الصالح العام لشعوبها، مشيرا إلى أن مجموعة الدول الثماني النامية تعد ثالث قوة اقتصادية حول العالم، ومعربا عن تضامن بلاده مع الشعب الفلسطيني، وما يتطلبه ذلك من ضرورة مواصلة الدعم غير المحدود لحقوق الشعب الفلسطيني.

وأعرب محمد يونس رئيس الحكومة المؤقتة في بنجلاديش، عن شكر بلاده على الدعم الذي قدمه أعضاء المجموعة خلال رئاستها للدورة الماضية، معربا عن أمله في أن يتم تسليط الضوء على القضايا التي تعد أولوية كبرى لدى الدول الأعضاء، ومن بينها دعم الشباب ودفع عجلة الاقتصاد، معتبرا أن الأوضاع تتأجج بصورة كبيرة، بما يفرض التكاتف من أجل التصدي لكل الفجوات.

وأبرز حسين طه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، في كلمة له، ثقته في تبني هذه القمة قرارات هامة لتشجيع السلام للمجتمعات المسلمة والمجتمع الدولي ككل، مشيرا إلى ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم بشعة بحق قطاع غزة وشعب، في انتهاك صارخ وواضح للأعراف والقوانين الإنسانية الدولية.

أهم الأخبار