الاشتباكات العنيفة بين الإدارة العامة الجديدة وفلول نظام الأسد.. هل تلعب الأيادي الخارجية لإفشال الثورة السورية؟

الاشتباكات العنيفة بين الإدارة العامة الجديدة وفلول نظام الأسد.. هل تلعب الأيادي الخارجية لإفشال الثورة السورية؟

تشهد سوريا تصعيدًا خطيرًا في وتيرة الاشتباكات بين الأطراف المتصارعة، وسط اتهامات بوجود أيادٍ خارجية تعمل على إجهاض الثورة السورية وعرقلة استقرار البلاد.

مواجهات في ريف حمص

اندلعت اشتباكات عنيفة يوم الجمعة في قرية بلقسة بريف حمص الغربي بين قوات إدارة العمليات العسكرية وفلول تابعة للنظام السابق، خلال حملة تمشيط أمني واسعة. أسفرت المواجهات عن مقتل شجاع العلي، المتهم بارتكاب جرائم كبرى خلال فترة حكم النظام السابق، أبرزها مجزرة الحولة عام 2012، التي راح ضحيتها أكثر من 100 مدني.

ووفق تقارير، قُتل في هذه العملية عنصران من إدارة العمليات وأُصيب 10 آخرون، فيما جرى القبض على عدد من المسلحين الموالين للنظام. يُذكر أن العلي كان يتزعم ميليشيا مكونة من 400 مسلح مدعومة من "حزب الله" وقيادة الفرقة الرابعة.

اشتباكات في منبج

على محور سد تشرين بريف حلب الشرقي، شهدت المنطقة معارك ضارية بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والفصائل المسلحة الموالية لتركيا، أسفرت عن مقتل 22 عنصرًا من الفصائل و2 من "قسد"، إلى جانب إصابة عدد من المقاتلين. تصاعدت حدة القتال بعد محاولة تسلل فاشلة للفصائل، والتي ردت عليها "قسد" باستخدام الطائرات المسيّرة، مما أدى إلى تدمير آليات عسكرية.

الموقف التركي وتصعيد سياسي

بالتزامن مع هذه التطورات، دعت تركيا على لسان مسعود حقي جاشين، عضو مجلس الأمن والسياسات الخارجية بالرئاسة التركية، قوات "قسد" لتسليم أسلحتها فورًا لضمان استقرار سوريا. جاء ذلك وسط قصف مدفعي تركي على مواقع "قسد" في مناطق عدة شمالي البلاد.

وفي المقابل، أعلنت وزارة الدفاع التركية عن تحييد عناصر من وحدات حماية الشعب الكردية كانوا يخططون لشن هجمات ضد تركيا.

مفاوضات متعثرة

تشهد الساحة السورية مفاوضات برعاية أميركية بين "قسد" والفصائل المسلحة الموالية لتركيا، لكن التصعيد العسكري والسياسي يزيد من تعقيد المشهد.تصر تركيا والفصائل المدعومة منها على استسلام "قسد" بشكل كامل، بينما تشترط الأخيرة الحفاظ على حقوق الأكراد والأقليات ضمن أي تسوية سياسية مستقبلية.

ماذا وراء التصعيد؟

يأتي هذا التوتر وسط اتهامات بتورط أطراف إقليمية ودولية في تأجيج الصراع لتحقيق أجنداتها الخاصة. يرى محللون أن التصعيد المتزامن في مناطق عدة يعكس صراعًا على النفوذ والسيطرة، في ظل غياب تسوية شاملة للأزمة السورية.

مع استمرار هذا الوضع المتأزم، يبقى الشعب السوري هو الضحية الأكبر لصراعات لا تبدو نهايتها قريبة.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | تويتر | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

أهم الأخبار