أزمة الشمال السوري تتفاقم بعد اتساع الاشتباكات في جبهة «تل تمر».. ماذا يحدث وإلى أين تتجه الأوضاع؟
يبدو أن الشمال السوري ما زال مسرحًا للاشتباكات العنيفة بين مختلف الأطراف المتناحرة، حيث شهدت منطقة تل تمر اتساع رقعة المواجهات بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والفصائل المسلحة المدعومة من تركيا. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الاشتباكات تتركز في ريف الحسكة الشمالي الغربي، ريف الرقة الشمالي، شمال شرق حلب، ومحيط كوباني (عين العرب) ومنبج، فيما تعرضت تل تمر وعين العرب لقصف تركي مكثف.
اشتباكات عنيفة وأعمال انتقامية
أكد المرصد أن ريف حلب الشمالي الشرقي، قرب سد تشرين، يشهد معارك عنيفة بين الجانبين، فيما اتهمت تقارير الفصائل الموالية لتركيا بارتكاب أعمال انتقامية ضد الأسرى، تضمنت إرسال مقاطع فيديو لأهاليهم، بمن فيهم النساء المقاتلات.
وفي الوقت نفسه، خرجت مظاهرات حاشدة في كوباني تندد بالتهديدات التركية باجتياح المدينة، وسط تصاعد المخاوف من عملية عسكرية مشتركة بين تركيا والنظام السوري ضد المقاتلين الأكراد وعناصر حزب العمال الكردستاني.
تقارير عن عملية عسكرية مرتقبة
وفق صحيفة "حرييت" التركية، تخطط أنقرة ودمشق لتشكيل حكومة مؤقتة ودعوة التنظيمات المسلحة، خاصة حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، لإلقاء السلاح والانضمام للجيش السوري. وفي حال الرفض، ستنطلق عملية عسكرية مشتركة لإخراجهم من المناطق التي يسيطرون عليها.
تصريحات أحمد الشرع، رئيس الإدارة السياسية الجديدة في دمشق، كشفت أن وزارة الدفاع السورية ستتولى حل الفصائل المسلحة تدريجيًا، وهي خطوة رحبت بها قوات سوريا الديمقراطية، مع استعدادها لمناقشة اقتراح إنشاء منطقة منزوعة السلاح في كوباني تحت إشراف أمريكي.
تصاعد المواجهات في تل تمر ومنبج
شهدت منطقة تل تمر، الواقعة شمال الحسكة، مواجهات عنيفة، حيث نفذت القوات الكردية ثلاث هجمات أسفرت عن مقتل أربعة من مقاتلي الفصائل الموالية لتركيا. كما فتحت القوات الكردية ممرًا آمنا للمدنيين والمقاتلين الراغبين في العودة إلى مناطقهم الأصلية.
في الوقت ذاته، استمرت الاشتباكات في ريف منبج، تحديدًا قرب بلدة أبو قلقل وسد تشرين، بينما كثفت تركيا قصفها الصاروخي على قرى في كوباني (عين العرب) ومناطق أخرى، بما فيها بلدة سلوك شمال سوريا.
الدعم الأمريكي والموقف التركي
تواصل الولايات المتحدة دعم قوات سوريا الديمقراطية في إطار جهودها لمنع عودة تنظيم داعش، لكن تركيا تعتبر تلك القوات امتدادًا لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه منظمة إرهابية. وكررت أنقرة تأكيدها على عدم قبول ما وصفته بـ"المجموعات الإرهابية" على حدودها، مهددة بشن عمليات عسكرية إن لم يتم التوصل إلى حلول سلمية.
إلى أين تتجه الأوضاع؟
مع استمرار التصعيد العسكري وغياب الحلول السياسية، يبدو أن الشمال السوري يتجه نحو مزيد من التعقيد.وفي حين يظل الموقف الدولي مترددًا، تبقى الأوضاع الإنسانية في تدهور مستمر مع تفاقم معاناة المدنيين في مناطق النزاع.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك