تقارير ترصد: مصر الرابح الأكبر من الحرب الروسية الأوكرانية
لا حديث يعلو في أوروبا فوق الأزمة الأوكرانية الروسية التي باتت تثير مخاوف كبيرة لدى دول أوروبا، خاصة في ظل اعتمادها على الغاز الطبيعي الروسي بشكل كبير، وسط توقعات باشتعال الصراع بين موسكو والغرب بسبب أوكرانيا، وهو ما دفع الدول الأوروبية لدراسة الخيارات البديلة، والتي سيكون بمقدمتها مصر، بحسب ما كشفت عنه صحيفة "الكوريو" الإسبانية.
وأكد التقرير أن الغاز المصري يمثل دوراً هاماً في تأمين احتياجات القارة العجوز من الطاقة، مشيرا إلى أن أوروبا ستلجأ بشكل أكبر للحصول على الغاز الطبيعي من مصر في حال تدهور الصراع بين أوكرانيا وروسيا، الذى أصبح يهدد الاتحاد الأوروبي الذى يضع اعتماده حالياً على الغاز الروسي.
وأوضحت الصحيفة أن مصر تأتي على رأس قائمة الدول البديلة لروسيا بالنسبة للاتحاد الأوروبي للحصول على الغاز الطبيعي، حيث أن الإمداد من موسكو، عبر شركة جازبروم، يمثل-وفقًا لبيانات يوروستات- أكثر من 40% من واردات الطاقة السنوية، وهو ظرف جعل سلطات المجتمع في حالة تأهب في حالة حدوث غزو أدى إلى تفعيل العقوبات الدولية.
وأشارت الصحيفة إلى أن إجمالي صادرات الغاز الطبيعي المصرى بلغت 3.5 مليون طن، خلال النصف الأول من العام المالي 2021-2022، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 7.5 مليون طن بنهاية العام المالي الحالي.
من جانبها قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أن الدول السبع والعشرين ستكون قادرة على مواجهة تخفيضات محتملة في إمدادات الغاز الروسي في حال الاعلان عن العقوبات الدولية ضد موسكو نتيجة اعتداء على أوكرانيا، مضيفة أنه تمت دراسة جميع الخيارات المحتملة إذا اختارت روسيا استخدام الطاقة كوسيلة ضغط ويمكنني القول إننا آمنون لهذا الشتاء".
ومن جانبه، أوضح المفوض الأوروبي للطاقة، قادري سيمسون، خلال مشاركته في مأدبة إفطار في منتدى الاقتصاد الجديد في مدريد، إن المفوضية الأوروبية تدرس عدة سيناريوهات مختلفة لتوريد الغاز الطبيعي في حالة قيام روسيا بتقييد صادراتها جزئيًا أو كليًا إلى أوروبا، لافتا إلى أنه تعقد اليوم جولة من الاجتماعات في بروكسل حول أمن إمدادات الغاز، وتابع أنه يجب إعداد خطط الطوارئ لمواجهة أسوأ حالة ممكنة.
وشدد سيمسون على أنه من المهم للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التكاتف مع بعضها البعض، مؤكدا أن مهمة المفوضية الأوروبية هي دعم الدول الأعضاء، بما في ذلك تلك التي ليس لديها خط ساحلي لتلقي الغاز الطبيعي المسال (LNG). معلنا أنه قد تكون هناك مشكلة في إمدادات الغاز مع تطور التطورات على الحدود الروسية الأوكرانية.
يذكر أن مصر كانت قد وقعت مع قبرص اتفاقاً في مايو 2018 لمد خط أنابيب من حقل "أفروديت" القبرصي، الذي تبلغ احتياطاته بين 3.6 تريليون و6 تريليونات قدم مكعبة تقريباً، بغرض تسييلها في مصر وإعادة تصديرها إلى أوروبا.