مصريون وكويتيون يتحدثون لـ«خليجيون» عن التلاحم الوطني بين الشعبين
زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى دولة الكويت تؤكد عمق العلاقات بين البلدين منذ قديم الزمان، فهي ليس نتاج اليوم ولكنها علاقة ممتدة منذ القدم، ولذلك يحرص موقع «خليجيون» بالتزامن مع اليوم الوطني للكويت على إبراز هذه العلاقة الوطيدة وأوجه التعاون المشتركة بين مصر والكويت، خاصة مع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية إلى الكويت بالتزامن مع اليوم الوطني لها.
السفير محمد العرابي: زيارة «السيسي» للكويت بالتزامن مع الأعياد الوطنية دليل عمق العلاقات
أكد السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق أن العلاقات بين مصر والكويت علاقات ممتدة وقديمة جدا، ً حيث يوجد بينهم مواقف مشتركة تمثل مصالح ودفاعا للأمن القومي للبلدين حيث شاركت مصر في تحرير الكويت، كما شاركت الكويت في حرب اكتوبر.
ولفت إلى أنه كان يوجد مبادرة مصرية كويتية في عام 2009 لإنشاء صندوق لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، برأسمال 2 مليار دولار، ثم بدأت القمة الاقتصادية في الكويت عام 2009، وبعد ذلك انعقاد القمة في شرم الشيخ في عام 2011، واخيرا في الرياض في 2013 ثم توقف ذلك.
وأوضح أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لدولة الكويت في نفس الشهر الذي تحتفل به الكويت بعيدها الوطني، دلالة سياسية تدل على مدى اندماج الشعبين وبين القيادتين وهناك تطلعات لعمل عربي او عمل مصري كويتي خلال الفترة المقبلة يغطي مجالات عديدة وأوسع.
وأكد أن الزيارة في حد ذاتها زيارة هامة جدا وتشكل خطوة مهمة جدا في العمل العربي المشترك.
وأوضح أن اللقاء الثلاثي بين مصر والكويت مع رئيس الجزائر أيضا على أرض الكويت المعروف عنها بالسياسة المتوازنة وحرصها على إقامة علاقات مبنية على التفاهم وحسن الجوار والعمل المشترك، يمكن أن يكون بداية جيدة لإعادة الأمة العربية و في نفس الوقت يمكن أن يبشر باحتمالات انعقاد قمة عربية قريبا.
نهى بكر زيارة السيسي للكويت تأكيداً لرؤى وتطلعات مشتركة بين الشقيقتين
لاشك أن الزيارة الهامة التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الأراضي الكويتية تحمل الكثير من الآمال والتطلعات التي ينتظرها الملايين من أبناء الشعبين الشقيقين، خاصة وأنها تأتي في ظل حالة من التوترات التي تشهدها المنطقة على كافة المستويات
وهو ما أكدته د.نهي أبو بكر استاذ العلوم السياسية المصرية في حديثها مع والتي ترى أن الزيارة تحمل أهمية كبيرة، خاصة وأنها ليست الزيارة الأولى للرئيس السيسي في الكويت، وإنما تأتي في إطار زيارات متعددة متبادلة بين الجانبين.
استعدادات الكويت لرئاسة الجامعة العربية بالإنابة
وأضافت: هذه الزيارة لها طابع خاص فهي تأتي في ظل استعداد الكويت لرئاسة الجامعة العربية بالإنابة، وكذلك احتفالات الكويت بأبعادها الوطنية وهو ما يبرز حرص القيادة المصرية على المشاركة في الاحتفال بمثل هذه المناسبة التاريخية، كما أنها تمثل استمرارا لحلقات التشاور المتبادلة بين البلدين في العديد من الملفات الشائكة.
أما عن العلاقات الاقتصادية بين البلدين، فأوضحت د.نهي أن الكويت تستضيف نحو ١٥٠ ألف عامل مصري يعملون بمختلف القطاعات ودائما ما تتحدث الكويت عن دورهم البارز في بناء الاقتصاد الكويتي، هذا إلى جانب الدور الذي تلعبه الكويت في بناء الاقتصاد المصري منذ الثلاثين من يونيو وحتى الآن، وقيام الكويت بتقديم دعم مالي نقدي وكذلك تمويل العديد من المشروعات الاستثمارية كما يشكل أبناء الكويت النسبة الأكبر من السياحة الخليجية الوافدة إلى مصر.
وتابعت: أن تلك الزيارة من المؤكد أن تشهد مناقشات مستمرة حول سبل زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر، خاصة وأن مصر دولة جاذبة دائما للاستثمار الكويتي.
وحول النتائج المرجوة من تلك الزيارة فصرحت قائلة: أن الزيارة لاتحمل نتائج مباشرة فالنتائج تبني بعضها البعض، وهذه الزيارة من المؤكد أنها ستتناول سبل التعاون المشترك في العديد من الملفات، مثل قضية الإرهاب وسبل تعزيز التعاون المشترك بما يضمن استقرار المنطقة، كذلك الخطوات التي يمكن اتخاذها في الملف النووي الإيراني وتطورات السياسة الخارجية الأمريكية، ومناقشة تطورات الأزمة الأوكرانية الروسية وتبعاتها على المنطقة العربية، فضلا عن استعراض الإجراءات المتبعة في كلا البلدين لمكافحة وباء فيروس كورونا.
ملف سد النهضة
وحول الدور الذي يمكن أن تلعبه الكويت في قضية ملف سد النهضة، فهو مايبرز في حرص مصر دائما على التشاور مع شقيقتها الكويت في سبيل الوصول لحل لهذه القضية الحيوية بالنسبة لمصر، خاصة وأن الكويت دولة تتسم سياستها بالرصانة والتعقل وهو مايؤهلها لأن تكون شريكا فاعلا في الوصول لما فيه أمن مصر المائي وكلها أدوار محورية هامة تشكل قوة كبيرة في تنمية العلاقات المصرية الكويتية.
طارق فهمي: العلاقات «المصرية - الكويتية» تشهد طفرة في كافة المجالات
أكد دكتور طارق فهمي أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية والخبير السياسي المصري البارز، أن العلاقات المصرية الكويتية تعد علاقات متميزة، مع وجود العديد من أوجه مجالات التعاون المشتركة سواء اقتصادية وسياسية.
وأشار إلى الترحيب الذي لاقاه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته إلي الكويت، إلى جانب العناصر الإخوانية التي تم استلامها في زيارة الوزير المصري عباس كامل وزير المخابرات.
ولفت فهمي، إلى وجود تعاون في مجالات متعددة، حيث تعد الكويت دولة حبيبة لكل الدول ولمصر، منوهاً إلى أنه خلال الساعات الأخيرة استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي السفير الكويتي قبل أن يغادر وانتهاء مدة عمله.
وأكد فهمي على التعاون الكبير بين البلدين، حيث يرى أن الرسالة المهمة في هذا التوقيت في العيد الوطني الكويتي أن مصر قامت بجهود كبيرة كانت أيضا التعاون في المجال العسكري، حيث كان يوجد مناورات أكثر من مرة مع دولة الكويت.
وأشار إلى أنه يعتقد أن الجالية المصرية تقوم بتطوير علاقاتها في مجالات التعليم وأخرى خلال الفترة الراهنة.
وأوضح المحلل السياسي المصري، أنه فيما يخص الاستثمارات الكويتية وصندوق الاستثمارات الكويتية، والذي يرتبط ببعض المشروعات الكبيرة في القاهرة، ويقوم بدور المنح والمساعدات لمصر، بجانب التعاون الاقتصادي، والاستثمارات الكويتية في مصر مرحب بها على كافة المستويات المصرية.
ونوه إلى وجود علامات فارقة في العلاقة بين البلدين تتجاوز موضوع تحرير الكويت ومشاركة القوات المصرية في تحريرها من حرب الخليج الأولى إلى مساحات كبيرة مرتبطة بالدور الكويتي في تقريب وجهات النظر بين مصر وقطر وبين الدول الخليجية بعد موضوع قطر والأزمة والمجهودات التي بذلها الأمير الراحل والراهن.
وأكد أن الكويت تمارس دبلوماسية فعالة ونافذة ودبلومسية قائمة على فكره التأخي وعدم وجود مشكلات ودعم العلاقات بصورة أو بأخرى مع الأطراف المجاورة وتؤدي دور ضابط الاستقرار في دول الخليج العربي. وأكد على حرص مصر في علاقتها مع الكويت، حيث يعتقد أن السيناريو القائم علي فكرة تطوير وتنمية العلاقات على كافة المستويات مع الأشقاء الكويتين المرحب بهم في مصر والذين يقومون بدور كبير في حل وتقييم وتحليل الصراعات.
وأشار إلى الكويت دولة أيضا تتبنى سياسة الشراكة العربية والتركيز على المواقف العربية وإحياء وتقريب وجهات النظر.
وأوضح أنها تلعب دور مهم في مجلس التعاون الخليج، كما ستكون العلاقات أكثر إيجابية في الفترة المقبلة ولا تقتصر على مستوى واحد في المساعدات والاستثمار بل تمتد إلى المستويات الثقافية والتعليمية ومجالات متعددة بين البلدين
تحظى الزيارة المصرية متمثلة في الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الأراضى الكويتية باهتمام عربي وإقليمي ودولي، لما يمثله الدور الكبير الذي تقوم به قيادة الشعبين في مختلف القضايا العربية والإقليمية، ولاسيما في ظل الوضع الراهن الذي تشهده المنطقة.
سياسي كويتي: زيارة «السيسي» للكويت تعكس علاقة البلدين في إدارة الملفات الشائكة
ولاشك أن الزيارة تأتي امتدادا لتلك العلاقات التي بدأت منذ عقود طويلة، وتجلت في مواقف كثيرة على كافة المستويات، وهو ما أكد عليه الإعلامي والسياسي الكويتي البارز مساعد المغنم.
المغنم أكد أن الزيارة تأتي ضمن الزيارات المتبادلة بين القيادتين في دولة الكويت وجمهورية مصر العربية، إذ أنها ليست المرة الأولى التي يتوجه فيها الرئيس المصري للكويت، وذلك في إطار المساهمة في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، إلى جانب دفع العمل العربي المشترك لما للكويت ومصر من ثقل وكفاءة في إدارة العديد من الملفات السياسية والدبلوماسية دوليا وإقليميا.
وأضاف المغنم: «العلاقات المصرية الكويتية ممتدة منذ عقود على كافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية»
العلاقات المصرية الاقتصادية
استطرد المغنم في حديثه عن العلاقة المصرية الكويتية على المستوى الاقتصادي والتي تجلت واضحة إبان ثورة الثلاثين من يونيو حين سارعت الكويت بمد يد العون للاقتصاد المصري ودعم العملة المصرية والأجنبية، قائلا:« حيث قدمت الكويت منحة مالية تقدر بنحو مليوني دولار، ومنحة أخرى تبلغ مليون دولار لدعم الاحتياطي الأجنبي المصري، إلى جانب مساهمة الكويت في تمويل نحو ٥٤ مشروع مصري من خلال صندوق التنمية الكويتي».
أردف:« أما على مستوى رجال الأعمال فقد وصل عدد الشركات الخاصة في مصر إلى نحو ١٠٠٠ شركة خاصة، وهو ما يبرز حجم ثقة رجال الأعمال الكويتين في السوق المصري من جهة ومدى توافر عوامل الأمان للاستثمارات الكويتية في مصر».
العلاقات الاجتماعية بين مصر والكويت
أما على المستوى الاجتماعي فأوضح المغنم أنها لا تختلف كثيرا عن مثيلتها على المستوى الاقتصادي، والتي تتمثل في وجود الآف من أبناء الكويت يتلقون تعليمهم داخل المدارس والجامعات المصرية، إلى جانب وجود الجالية المصرية في الكويت والتي يصل عدد أفرادها إلى نحو ٧٠٠ ألف مواطن مصري ينعمون بالأمن والاستقرار والترحيب على الأراضي الكويتية
وتابع المحلل الكويتي البارز:« لايمكن أن ننسي أن امتداد العلاقات المصرية الكويتية يصل إلى أكثر من ٦٠ عامل، حيث كانت مصر من أوائل الدول التي سارعت بتقديم التهنئة للكويت بعيد الاستقلال وذلك في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر».
كما أشار، إلى أن الدور المصري والكويتي ظهر جليا في حرب أكتوبر حيث قدمت الكويت أكثر من ٤٠شهيدا على أرض مصر خلال حرب اكتوبر، كما قدمت مصر الآف من أبنائها خلال حرب تحرير الكويت، وهو ما يبرز اختلاط الدم المصري بالكويتي ويكون مكملا لحالة التلاحم والترابط الاقتصادي والدبلوماسي والاجتماعي.
واختتم المغنم حديثه داعيا الله أن يحفظ قيادة وحكومة الشعبين، ويديم تلاحم الشعبين الشقيقين، خاصة وأنها شهدت ازدهارا كبيرا منذ تولي الرئيس السيسي سدة الحكم في مصر.