شهود عيان يروون تفاصيل ساعات الرعب التي عاشوها مع بداية العملية العسكرية الروسية
أفضت العملية العسكرية التي شنتها روسيا على الأراضي الأوكرانية إلى انتشار حالة من الرعب والفزع بينالمواطنين والمقيمين في أوكرانيا، وخاصة في العاصمة كييف.
حيث شهدت العاصمة كييف انتشار لطوابير السيارات أمام محطات الوقود، إلى جانب طوابير السكان أمام مراكز التسوق الغذائية في شتى المدن والبلدات الأوكرانية، في مشهد يختصر ما تحمله الحروب عادة من دمار وخراب وغلاء يطال بالدرجة الأولى المدنيين.
حيث بات السكان يخشون من تدهور الأوضاع وحدوث نقص حاد في السلع والأدوية والمواد الغذائية والطبية، وتعطل توريداتها.
شهادة طالبة عربية
تؤكد طالبة الماجستير التونسية، صفاء، المقيمة في مدينة دنيبرو، التي يصل عدد سكانها أكثر من مليون نسمة وتقع في شرق وسط أوكرانيا إن المدينة التي تعيش فيها تعرضت للقصف ثلاث مرات منذ الصباح.
وأوضحت صفاء: "طالبتنا السلطات بتخزين الشراب والطعام والبقاء في البيوت، حتى أصبحت المدينة كمدينة أشباح حيث فقط السوبرماركيتات مفتوحة الأبواب، أما المقاهي والمطاعم والبنوك فهي مغلقة، رغم أن طوابير من الناس تقف أمامها لسحب أموالها لكن دون جدوى فهي مقفلة”".
وأضافت: "السلع والمواد الغذائية متوفرة لكن هناك عمليات تخزين كبير لها يقوم بها الناس، خشية من نفادها أو شحها، وأنا الآن متجهة نحو السوبرماركت كي أتسوق ما أحتاجه، حيث الشوارع شبه فارغة وبشكل مخيف".
حالة خوف كبيرة
فيما اكد وائل العلامي، الباحث والمحلل المختص بالشأن الأوكراني، والمقيم في العاصمة كييف: "لم تتغير أسعار السلع كثيرا أقله حتى اللحظة، فالحرب بدأت منذ فترة وجيزة، وقد ذهبت زوجتي لسوبر ماركت في أحد أحياء العاصمة كييف، ولاحظت أن اقبال الناس على التبضع والتسوق أكبر من المعتاد".
وتابع: "لكنها (زوجته) أكدت لي رغم ذلك أنه لا وجود لتدافع أو ازدحام كبير، وهذا ربما يرجع إلى أن الحي الذي نسكن فيه غير مكتظ بالسكان كغيره، وحتى الآن يمكن القول أنه لا وجود لاستغلال الظروف لرفع الأسعار ولا شح في المواد".
وشدد العلامي: "هناك حالة كبيرة من الهلع والخوف الشديد بين الناس في أوكرانيا، فنحن نتحدث عن حرب حقيقية وواسعة وهم يخشون الأسوأ، فأنا الآن مثلا أنظر من نافذة المنزل، ويبدو المواطنون الأوكرانيون كما وأنهم مسافرون على عجل يحملون حقائبهم، ويبدو واضحا أن ثمة حركة نزوح كبيرة من العاصمة نحو مناطق أخرى قد تكون آمنة".
شهادة من الحدود
أما طالب الهندسة الجامعي التونسي، وسيم، الذي يقيم في منطقة خاركيف الحدودية مع روسيا، فيقول: "أنا أقيم تحديدا في مدينة سربينيا في منطقة خاركوف، حيث بدأت الحرب في الساعة الرابعة صباحا تقريبا".
ويؤكد وسمي: "كنت نائما وصحوت على أصوات القذائف وصراخ الجيران وعويلهم، وخلال ساعات الصباح الأولى في حوالى الساعة الثامنة خرجت للشارع حيث كان الخوف بين الناس سيد الموقف، وتسود حال من القلق والرعب بينهم، بينما دعت السلطات المواطنين للبقاء في منازلهم".
وأضاف: "كل شيء تضاعف سعره هنا خاصة المواد والسلع الغذائية، فمثلا أشتريت أمس كيلو طماطم بمبلغ 4 دولارات، أما الآن مع بدء الحرب فسترتفع الأسعار أكثر وبشكل جنوني مع الأسف".