العلماء يكتشفون كيف تدمر السجائر الإلكترونية الرئتين

الإثنين, 20 يناير, 2025 - 12:02 م

حقق فريق من العلماء اكتشافًا جديدًا يوضح الآلية التي تؤدي بها السجائر الإلكترونية إلى الإضرار بالرئتين، مما يعزز الفهم العلمي لتأثيراتها الصحية.

لطالما أثار استخدام السجائر الإلكترونية تساؤلات حول علاقتها بارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، رغم اعتبارها بديلًا أقل ضررًا من السجائر التقليدية وأداة للإقلاع عن التدخين.

آلية التأثير على جهاز المناعة

توصل فريق بحثي من أستراليا إلى أن المواد الكيميائية الموجودة في دخان السجائر الإلكترونية تؤثر سلبًا على خلايا MAIT المناعية الموجودة في الرئتين. وتعد هذه الخلايا ضرورية لمكافحة الالتهابات البكتيرية والفيروسية وإصلاح الأنسجة التالفة. وأظهرت الدراسة أن تعرض الرئتين لدخان السجائر الإلكترونية يضعف كفاءة هذه الخلايا، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).

قال البروفيسور ديفيد فيرلي من جامعة كوينزلاند، المشارك في إعداد الدراسة:"بينما نعلم أن دخان السجائر وحرائق الغابات وعوادم المركبات يشكل مخاطر صحية، لا نزال نحتاج إلى فهم أعمق لكيفية تأثير مكونات الدخان على جهاز المناعة وأجزاء الجسم المختلفة."

وأشارت البروفيسورة ألكسندرا كوربيت من جامعة ملبورن إلى أهمية النتائج قائلة: "تقدم هذه الدراسة فهمًا جديدًا لتأثير دخان السجائر الإلكترونية على جهاز المناعة. ومع وجود أكثر من مليار مدخن حول العالم، تمثل هذه النتائج خطوة مهمة نحو مكافحة الأمراض المرتبطة بالتدخين."

وتعمل السجائر الإلكترونية على تبخير النيكوتين باستخدام سائل يحتوي على البروبيلين غليكول، الغلسرين، النكهات، ومواد كيميائية أخرى. ورغم خلوها من التبغ والقطران، إلا أنها لا تخلو من المخاطر الصحية.

نتائج الدراسة

أظهرت الدراسة أن مواد مثل مشتقات البنزالدهيد، المستخدمة في نكهات السجائر الإلكترونية، تحاكي الإشارات التي تستجيب لها خلايا MAIT أثناء العدوى. هذا التفاعل يؤدي إلى إضعاف قدرة الخلايا المناعية على مكافحة التهابات الجهاز التنفسي، مما يجعل المستخدمين أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة.

أظهرت التجارب أن الفئران التي تعرضت لدخان السجائر الإلكترونية كانت أقل قدرة على محاربة العدوى وأكثر عرضة للإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن.

تسلط هذه النتائج الضوء على التأثيرات الخفية للسجائر الإلكترونية على جهاز المناعة، مما يدعو إلى مزيد من البحث لفهم آثارها طويلة المدى على الصحة العامة.