ترامب: الصين تتحكم في قناة بنما… ( تفاصيل)
اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصين بالتحكم في قناة بنما، في إطار شكواه المتكررة حول الرسوم المفروضة للعبور عبر القناة. وقال ترامب إن هذا الممر المائي كان هدية أمريكية لدولة بنما، واصفًا القرار بمنتهى "الحمق"، مشيرًا إلى أنه كان يجب عدم تقديمه أبدًا، مهددًا بسحب هذه الهدية.
وبالإضافة إلى ذلك، هاجم ترامب الصين مرارًا، واتهمها بأنها "تتحكم في قناة بنما"، وفي تصريحات له قال بدون تقديم دليل: "الصين تدير قناة بنما، ونحن لم نعط القناة للصين. قدمنا القناة إلى دولة بنما، وسنستعيدها".
قناة بنما، التي تمتد بطول 82 كيلومترًا وتربط بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، تم بناؤها وامتلكتها الولايات المتحدة منذ بدايات القرن العشرين حتى تم تسليمها إلى بنما في عام 1977، بموجب اتفاقية تضمن حياد القناة. وفي عام 2021، تم تمديد الاتفاقية التي تتيح لشركة "ميناء بنما" الاستمرار في تشغيل القناة لمدة 25 سنة أخرى.
الولايات المتحدة هي أكبر مستخدم للقناة، حيث تتحمل نحو ثلاثة أرباع حركة البضائع المارة عبرها سنويًا، بينما تأتي الصين في المرتبة الثانية بفارق كبير.
هناك موانئ على جانبي القناة يتم تشغيلها من قبل شركة مقرها هونغ كونغ، وهو ما يعتقد البعض أن ترامب كان يشير إليه في تصريحاته. تمتلك شركة "هاتشيسون-ووبوا" امتياز إدارة ميناء "بالبو" على المحيط الهادئ، وميناء "كريستال" على المحيط الأطلسي، منذ عام 1996. ورغم أن الاتفاقية لم تمنح الشركة ملكية الموانئ، إلا أنها أعطتها حق الإدارة نيابة عن الحكومة البنمية.
الشركة الحالية المعروفة باسم "شركة موانئ هاتشيسون" هي جزء من مجموعة "سي كي هاتشيسون القابضة" التي يمتلكها الملياردير لي كا-شينج.
وفي عام 1999، ردت وزارة الخارجية الأمريكية على منح الامتياز لشركة هاتشيسون بقولها إنه لم يتم العثور على أي دليل يدعم فرضية أن الصين ستتمكن من التحكم في القناة. ومن جهتها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينج، في وقت لاحق أن "الصين لا تشارك في إدارة وتشغيل قناة بنما، ولم تتدخل في شؤون القناة".
أشار المسؤولون الأمريكيون إلى وجود مخاوف من تأثير الشركات الصينية في المنطقة الاستراتيجية، لكنهم يعتقدون أن تصريحات ترامب تهدف إلى تقليل النفوذ الصيني المتزايد في أمريكا اللاتينية. في السنوات الأخيرة، أقنعت الصين العديد من الدول، بما في ذلك بنما في 2017، بالتراجع عن الاعتراف بتايوان وإقامة علاقات دبلوماسية مع بكين.
من جانبه، تساءل ماركو روبيو، وزير الخارجية الجديد في إدارة ترامب، عن مدى قدرة الشركات الصينية على السيطرة على الموانئ أو حتى تعطيل استخدام القناة.
نفى رئيس بنما، جوزي راؤول مولينو، وجود أي نفوذ أجنبي على الموانئ، وأكد أن بلاده تدير القناة على أساس مبدأ الحياد.وأضاف: "القناة مملوكة لبنما وستظل كذلك". كما قدمت الحكومة البنمية شكوى إلى الأمم المتحدة ضد تهديدات ترامب.
وفي خطوة لزيادة الشفافية، أطلقت السلطات في بنما تحقيقًا في ميناء هاتشيسون لتدقيق كفاءة وشفافية استخدام الموارد المحلية، مؤكدة على الامتثال الكامل للقوانين.
من جهتها، أكدت شركة هاتشيسون التزامها التام بالشفافية مع السلطات البنمية، مشيرة إلى أنها خضعت للتدقيق مرتين في السابق ولم تُسجل أي مخالفات.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك