اقتراح ترامب بتهجير الفلسطينيين من غزة يثير الجدل.. ترحيب إسرائيلي ورفض عربي قاطع

اقتراح ترامب بتهجير الفلسطينيين من غزة يثير الجدل.. ترحيب إسرائيلي ورفض عربي قاطع
طارق محيي

أثار اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن جدلاً واسعاً، حيث قوبل بترحيب إسرائيلي ورفض قاطع من الدول العربية والفصائل الفلسطينية.

ترحيب إسرائيلي

رحب وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش بفكرة ترامب، التي تضمنت دعوة مصر والأردن لاستقبال المزيد من الفلسطينيين من غزة.

وكتب بن غفير في تغريدة عبر منصة "إكس" أن تنفيذ هذا المقترح يمثل "حكمة سياسية"، مطالباً الحكومة الإسرائيلية بالإسراع في تشجيع الهجرة الطوعية.

من جانبه، وصف سموتريتش الخطة بأنها "فكرة عظيمة"، مؤكداً استعداده للعمل مع الحكومة الإسرائيلية لوضع خطة تنفيذية لتحقيقها.

رفض فلسطيني

على الجانب الفلسطيني، توعدت حركة "حماس" بإفشال هذه الخطة، وصرح باسم نعيم، عضو المكتب السياسي للحركة، بأن الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي محاولات للتهجير القسري. كما دانت حركة الجهاد الإسلامي المقترح، معتبرة أنه يشجع على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

من جانبه أدان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة اليوم الأحد، التصريحات حول نقل أعداد من مواطني قطاع غزة لدول مجاورة، مؤكدا أن ذلك يخدم مساعي إسرائيل بتهجير الشعب الفلسطيني.

وقال المكتب في بيان: "ندين التصريحات المتداولة حول ما يسمى نقل أعداد من مواطني قطاع غزة لدول مجاورة، ونرى في الحديث عنها في هذا التوقيت تماهيا مع مساعي الاحتلال المعلنة خلال العدوان بتهجير شعبنا".

وأضاف: "نثق أن شعبنا البطل الذي أفشل مخططات التهجير القسري تحت النار والقصف والإبادة، قادر على إحباط هذه الألاعيب المكشوفة التي تهدف لتحقيق ما فشل فيه جيش الاحتلال طوال خمسة عشر شهرا، ولذلك لم يكن مستغربا أن يكون الاحتلال ومتطرفيه أول من يرحب بهذه الأفكار ويدعمها".

وأكد المكتب أن "هذه الفكرة ستبقى مجرد أوهام في خيال من يطرحها، وسيكون مآلها كما هو حال كل مخططات ومساعي التهجير التي سبقتها على مدى العقود السابقة، ونحذر من مغبة استغلال البعض للواقع الإنساني الكارثي الذي يعيشه شعبنا في غزة بسبب جريمة الإبادة التي اقترفها الاحتلال"، مطالبا بسرعة التجاوب مع الاحتياجات الحياتية والمعيشية المختلفة لسكان قطاع غزة وتسريع جهود الإيواء والإغاثة وإعادة الاعمار.

كما دعا "الهيئات الأممية والدول العربية والإسلامية وفي مقدمتها الدول المحيطة بإعلان موقف رافض وواضح وتأكيد تمسكها بالقرارات الدولية التي حفظت حق لاجئينا بالعودة والتعويض، وضرورة أن يقرر شعبنا مصيره، ويتخلص من الاحتلال، وأن ينعم بدولته المستقلة وعاصمتها القدس".

موقف مصر والأردن ثابت

رفضت مصر والأردن بشكل قاطع أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة. وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال عدة مناسبات أن بلاده لن تسمح بتهجير الفلسطينيين، مشيراً إلى أن هذا الأمر يهدد القضية الفلسطينية ذاتها.

وقال السيسي في تصريحات سابقة: "ما يحدث في غزة ليس مجرد عمل عسكري ضد حماس، بل محاولة لدفع السكان المدنيين إلى الهجرة"، محذراً من أن تهجير الفلسطينيين سيؤدي إلى تصعيد الصراع ونقل المقاومة الفلسطينية إلى سيناء، مما سيشكل تهديداً مباشراً للأمن المصري.

كما أشار السيسي إلى أن تهجير الفلسطينيين من غزة قد يكون مقدمة لتهجير آخر من الضفة الغربية إلى الأردن، مما يجعل فكرة الدولة الفلسطينية غير قابلة للتنفيذ.

الجدل حول المقترح

جاءت تصريحات ترامب في وقت يشهد فيه قطاع غزة دماراً واسعاً وفوضى عارمة نتيجة العدوان الإسرائيلي. وأكد ترامب في تصريحاته أن القطاع لم يعد صالحاً للعيش، داعياً الدول العربية المجاورة لتحمل مسؤولية استيعاب سكانه.

ورغم الترحيب الإسرائيلي، يظل المقترح محل رفض واسع عربياً ودولياً، حيث يُنظر إليه على أنه محاولة لتصفية القضية الفلسطينية وإعادة تشكيل المنطقة بما يخدم المصالح الإسرائيلية.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

أهم الأخبار