إفريقيا.. الوجهة الجديدة لبوتين في الشرق الأوسط بعد سقوط الأسد.. ما دلالة القاعدة البحرية الروسية في السودان؟
![إفريقيا.. الوجهة الجديدة لبوتين في الشرق الأوسط بعد سقوط الأسد.. ما دلالة القاعدة البحرية الروسية في السودان؟ إفريقيا.. الوجهة الجديدة لبوتين في الشرق الأوسط بعد سقوط الأسد.. ما دلالة القاعدة البحرية الروسية في السودان؟](https://www.khaligyoun.com/wp-content/uploads/2025/02/khaligyoun17860.jpg)
يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وجّه أنظاره نحو إفريقيا، وتحديدًا السودان، عقب سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، واحتمال خسارة موسكو لنفوذها في المنطقة.
التوجه الروسي نحو إفريقيا
لطالما سعت روسيا إلى تعزيز وجودها في القارة الإفريقية، إلا أن هذا التوجه شهد تصاعدًا ملحوظًا بعد انهيار حكم الأسد في ديسمبر الماضي، خاصة مع التهديدات المحتملة لفقدان موطئ قدمها على البحر المتوسط.
وفي هذا السياق، أعلن وزير الخارجية السوداني، علي يوسف الشريف، مؤخرًا، عن توصل الخرطوم وموسكو إلى اتفاق نهائي بشأن إنشاء قاعدة بحرية روسية في السودان، بعد سنوات من التأخير.
أهمية القاعدة البحرية في البحر الأحمر
في حال تنفيذ هذا الاتفاق، ستنضم روسيا إلى كلٍّ من الولايات المتحدة والصين في المنطقة، حيث تمتلك الدولتان قواعد عسكرية في جيبوتي.
كما يمنح البحر الأحمر، الذي تمر عبره 12% من التجارة العالمية، موسكو موطئ قدم استراتيجيًا في واحد من أهم الممرات البحرية الدولية، إذ يربط بين قناة السويس والمحيط الهندي.
وتطمح روسيا منذ سنوات إلى إقامة قاعدة بحرية على الساحل السوداني، الذي يمتد لمسافة 853 كيلومترًا على البحر الأحمر، وتحديدًا قرب مدينة بورتسودان.
أسباب الاهتمام الروسي المتزايد بالبحر الأحمر
يُفسَّر هذا التوجه الروسي بثلاثة عوامل رئيسية:
إحياء النفوذ السوفييتي:
تسعى روسيا لاستعادة مكانتها كقوة عالمية، بعدما كان وجودها في البحر الأحمر هامشيًا خلال الحقبة السوفييتية.
الموقع الاستراتيجي:
يُعد البحر الأحمر نقطة ارتكاز لموسكو، حيث يربطها بـباب المندب، مضيق هرمز، قناة السويس، وشرق المتوسط، وهي جميعها مسارح استراتيجية لاستعراض القوة الروسية.
يمر عبر مضيق باب المندب وحده 6.2 مليون برميل نفط يوميًا، مما يزيد من أهمية السيطرة عليه.
تعزيز النفوذ في المحيط الهندي:
أكدت موسكو مرارًا على أهمية المحيط الهندي في استراتيجيتها الأمنية، حيث صنفته ضمن "مناطق الأولوية" في تقريرها البحري لعام 2015، وأعربت عن مخاوفها من القرصنة البحرية في تقريرها لعام 2017.
تاريخ الاتفاق بين السودان وروسيا
بدأت المفاوضات حول القاعدة البحرية الروسية منذ عام 2017، خلال زيارة الرئيس السوداني السابق عمر البشير إلى سوتشي.
وفي عام 2020، تم توقيع اتفاق يسمح لروسيا بنشر أربع سفن بحرية، بما في ذلك سفن نووية، لمدة 25 عامًا، على أن تُستخدم القاعدة لأغراض لوجستية ودفاعية، وليست موجهة ضد أي دولة أخرى.
لكن الخلافات الداخلية في السودان، إضافة إلى الانقلاب العسكري عام 2019، ثم الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أبطأت تنفيذ الاتفاق.
وقد زاد الموقف تعقيدًا مع دعم مجموعة فاغنر لقوات الدعم السريع، في حين أبدى الكرملين دعمه للجيش السوداني.
هل تخسر روسيا نفوذها في سوريا؟
يأتي الإعلان عن القاعدة البحرية الروسية في السودان بعد أسابيع من الإطاحة ببشار الأسد، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل القاعدتين الروسيتين في سوريا، طرطوس وحميميم.
وفي ظل حكومة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، تجري روسيا مفاوضات لضمان استمرار سيطرتها على منشآتها العسكرية هناك، إذ تُعد قاعدة طرطوس حيوية لتعزيز النفوذ الروسي في الشرق الأوسط وإفريقيا.
ورغم التحديات، لا تزال موسكو تحتفظ بوجودها العسكري في سوريا حتى اليوم، لكن توسيع نطاق انتشارها في إفريقيا يعكس استراتيجية لتأمين بدائل استراتيجية في حال فقدانها لنفوذها في الشرق الأوسط.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك